رام الله – NPA
فيما بدا أنّه إقرارٌ منه بتقدم حزب "أزرق ابيض"، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، رئيس قائمة "أزرق ابيض" بيني غانتس إلى الاجتماع معه، الخميس، لمناقشة تشكيل حكومة وحدةٍ وطنيةٍ واسعةٍ, وبنفس الوقت توجّه ديوان رئيس الحكومة نتنياهو إلى مكتب غانتس لتنسيق الاجتماع بين الجانبين.
الكاتب الصحافي المقيم في إسرائيل سهيل كيوان قال ل"نورث برس" إنّ نتنياهو حصل على عدد مقاعد أقل بنحو "تسعة" مقارنة بالانتخابات السابقة، مشيراً إلى أنّ اتصال نتنياهو بزعيم حزب "أزرق ابيض" (كاحول لافان) هو بمثابة اعترافٍ من نتنياهو بالفشل.
لكن قيادات في حزب "كاحول لافان" ردّت على دعوة نتنياهو بالقول "اجلس أنت جانباً وسنقيم حكومة وحدةٍ"، وذلك في إشارة إلى اشتراطهم للوحدة بتنحي نتنياهو جانباً.
ويوضّح سهيل كيوان، أنّ الحزب الذي يتزعمه غانتس يريد حكومة وحدةٍ ولكن بشرط ألّا تكون برئاسة نتنياهو، وقد يقبلوه وزيراً ريثما يتم استجوابه ويجري التحقيق الأخير معه بخصوص تهم الفساد الموجّهة إليه في الثاني من الشهر المقبل، ولكن ليس أكثر من ذلك.
الواقع، أنّ أياً من نتنياهو زعيم معسكر اليمين، وخصمه غانتس الذي يقود معسكر وسط-يسار، لن يستطيعا وحدهما تشكيل الحكومة وذلك بسبب عدم فوز أيٍّ منهما بشكلٍ مريحٍ يؤهله لذلك، ما يعني أنّ الخيارات المتاحة؛ إما حكومة وحدةٍ، أو حكومة يتناوب على رئاستها نتنياهو وغانتس، أو الذهاب لانتخاباتٍ ثالثة.
لكن الخيار الأخير سئم منه وملّه الشعب الإسرائيلي، حيث دفعت الدولة مبالغ طائلة لإجراء هذه الانتخابات العامة، ليتمخض عنها نتيجة غير حاسمة.
ولهذا، فإن المعادلة القائمة الآن في إسرائيل بُعيد الانتخابات، تكمن في عدم مقدرة أيٍّ من نتنياهو أو غانتس على تشكيل حكومةٍ لوحدهما، بالإضافة إلى أن كلاً منهما يشكّل مانعاً للآخر من تشكيل الحكومة.
ويؤكّد كيوان أنّ هناك طلباً ملحاً يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيل للخروج من المأزق الحاصل، متوقعاً أن يجتمع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مع القوائم الانتخابية يوم الأحد القادم، ليسألها عن توصياتها بشأن الشخص المناسب الذي سيتم تكليفه لتشكيل الحكومة. والشخص الذي سيحصل على أغلبية في التصويت، سيتم تكليفه من قبل "رئيس الدولة" بتشكيل حكومة الوحدة، ويرجّح كيوان أن يكون غانتس.
ولكن المشكلة تكمن في فشل غانتس المحتمل كما فشل نتنياهو قبله في ظل التقارب الشديد بين المعسكرين في عدد المقاعد. فكلاهما سيلقيان صعوبةً في تشكيلها.
وحول دور "القائمة العربية المشتركة" التي حصلت على /13/ مقعداً وتمثل القوة الثالثة في الكنيست، بيّن سهيل كيوان ل"نورث برس" أنّ القائمة المشتركة ستصوت من خارج الحكومة لصالح غانتس لمنع نتنياهو من رئاسة الحكومة المقبلة.
ويعني هذا أنّ هناك موقفاً مبدئياً معتاداً للأحزاب العربية في إسرائيل، وهو أنّها لا تشارك في حكومات تل ابيب، غير أنّها ستعمل ك "جسمٍ مانعٍ" يحول دون بقاء نتنياهو في مشهد الحكم، باعتباره "تبنّى سياسةً عنصريةً ومتشددةً ضدّ وجودهم في الدولة العبرية".
من جهة اخرى، كشفت "القناة 13" الإسرائيلية النقاب عن زيارة المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، لإسرائيل، عقب انتخابات الكنيست.
وأوضحت القناة أنّ الزيارة هي الأولى لغرينبلات الذي أعلن استقالته، مضيفة أنّ الاستقالة لم تدخل حيز التنفيذ، لذلك سيزور إسرائيل.
وأشارت إلى أنّه سيجتمع بشكلٍ منفصل مع كل من بنيامين نتنياهو زعيم الليكود، وبيني غانتس زعيم حزب أزرق – أبيض.
ووفقاً للمسؤولين، الاسرائيليين فإنّ هدف الزيارة هو فحص ما إذا كانت هناك شروط لنشر خطة السلام الأمريكية، على الرغم من نتائج الانتخابات الإسرائيلية.
ومن المتوقع إطلاق البرنامج السياسي لخطة السلام الأمريكية المعروفة إعلامياً بـ "صفقة القرن" قريباً.