لبنان يحبس أنفاسه بانتظار ردِّ حزب الله على إسرائيل

بيروت ـ ليال خروبي ـ NPA
تتعامل الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية في لبنان مع قضيّة ردّ حزب الله على حادثة الطائرتين الإسرائيليتين المسيرتين في الضاحية الجنوبية لبيروت على أساس أنه قادمٌ لا محالة، ولكن يبقى التوقيت وحجمِ الردَّ وتبعاته والسيناريوهات اللاحقة هي ما يثارُ حولها علامات الاستفهام وتبقي لبنان في حالةٍ من حبسِ الأنفاس.
ويبدو من المواقف الرسميّة اللبنانية أنَّ الحكومة قدّمت على لسان رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، والمجلس الأعلى للدفاع، الغطاء السياسي لأي ردّ قد يقومُ بهِ الحزب، في وقتٍ جدّد نائب أمينه العام نعيم قاسم خلال حديثٍ تلفزيونيّ تأكيده تمسك الحزبِ بالردّ مشددا على "أن الضربة ستكون مفاجئة بالمقدار المناسب" مضيفاُ أنَّ "الأجواء أجواء رد على اعتداء، وليست أجواء حرب، وكل الأمور تتقرر في حينها".
غطاءٍ رسميّ
يؤكّدُ النائب عن حزب القوات اللبنانية وهبي قاطيشا لـ"نورث برس" أنَّ "المواقفَ الصادرة عن كلٍّ من الحريري وعون ومجلس الدفاع الأعلى بتمسك لبنان بحق الدفاع عن النفس هي حكماً لا تمنح حزب الله غطاءً سياسياً، بل هي صادرة من روح الدستور والقوانين اللبنانية وهي منحت هذا الحق الشرعي للقوات المسلّحة".
ويضيفُ قاطيشا" الغطاء السياسي يعني منحِ الموافقة على أي عملية محتملة لحزب الله وهو ما لن يحصل بطبيعة الحال لأنَّ الحزبَ يتصرّفُ دائماً من دون الرجوع للدولة والمؤسسات الشرعيّة اللبنانيّة".
هذا الالتباس الذي أثارهُ بيان مجلس الدفاع الأعلى في اجتماعه الأخير الداعم لحق الرد على إسرائيل، بشأن الجهة التي يعنيها بالرد، اتخّذَ بعداً جديداً مساء أمس مع تطور حصل على نقطة العديسة الحدودية على الخط الأزرق، إذ أطلق موقع الجيش المتمركز في هذه المنطقة النار على ثلاث طائرات استطلاع إسرائيلية مسيرة من دون طيار، وهو ما اعتبره اللواء المتقاعد قاطيشا "رداً طبيعياً وليسَ جديداً من جانبِ الجيش اللبنانيّ" موضحاً "أن الطائرات كانت بمدى سلاح قوات الجيش".
وفي تعلقيهِ على سؤالٍ حولَ نفوذ حزب الله بالداخل اللبناني وأريحيّته بالتصرف على عكس الأجواء السائدة عشية حرب عام 2006 يقول قاطيشا" في لبنان لا أحد يستقوي على أحد، ولبنان قائم على منطق لا غالب ولا مغلوب، وأثبتت التجاربُ أن استقواءَ أحد المكونات السياسية يشرّع الباب أمام الحروب الأهليّة".
الاستعداد لأيَ تصعيد
في معرضِ حديثهِ عن الاستنفار اللبناني الديبلوماسي والاتصالات التي يقودها الحريري من أجلِ تجنيبِ لبنان أيَّ انزلاقٍ إلى المجهول يوضح النائب وهبي قاطيشا لـ"نورث برس" أنَّ "الموقفَ الغربي ينصح بإبقاء الأمور هادئة، وهذه النصيحة تنطوي على دعوة غير مباشرة لِثَني حزب الله عن الرد على اعتداء الطائرتين المسيّرتين".
أما عن احتمالات الحرب وتبعاتها يعرب قاطيشا عن اعتقاده بأنَّ الاحتمال قائم "إذا قررت إيران التخفيف عن نفسها من ثقل العقوبات"، فيما يشدد قاطيشا على أن "البيئة الحاضنة لحزب الله لا تتحمل نشوب أي حرب جديدة، لكنَّ أي تصعيدٍ سيكون مكلفاً لهذه البيئة ولجميع اللبنانيين".
وعلى مستوىً مقابل صرّحت مصادر تدورُ في فلكِ حزب الله لـ"نورث برس" أنَّ "الاحتمال الأقوى يتمثّلُ في ردٍّ يؤديّ إلى تصعيدٍ محدودٍ وموضعيٍّ قدْ يستمرَ إلى أيام ولكن من دون استهداف العمق اللبناني ولا العمق الإسرائيلي".
كما تشير المصادر إلى أنَّ "حكومة بنيامين نتنياهو حاولت نقل قواعد الاشتباك القائمة في سوريا إلى لبنان بحيثُ تفرضُ واقعَ تنفيذِ ضرباتٍ عسكريّة من دون ردٍّ مقابل وهو ما يطلقُ عليه إسرائيلياً (هزّ الأواني) أي تقليم أظافر حزب الله من دون تحطّم الأواني بشكلٍ كامل، لكنّ ذلكَ لم يحصل لأن الحزب عاجل إسرائيل بالكشفِ عن عملية الضاحية".