هدوء حذر في الأقصى بعد مواجهات “عنيفة” إثر دعوات لاقتحامه
رام الله – NPA
أصيب أكثر من أربعة وعشرين فلسطينيا بجراح واختناق عقب اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية للمسجد الاقصى وعملها على إخراج المصلين المسلمين من ساحات الأقصى.
وفي المقابل، أصيب اربعة من افراد الشرطة الإسرائيلية بجراح ما بين طفيفة ومتوسطة خلال المواجهات التي وقعت في باحة الحرم القدسي الشريف. وجرى اعتقال عدد من المصلين الفلسطينيين.
وقال الناطق باسم أهالي حي "سلوان" المقدسي; فخر ابو دياب، والذي تواجد في داخل الأقصى، ل"نورث برس" إن هدوءاً حذراً يسود باحات ومحيط المسجد الأقصى في هذه الأثناء، موضحاً أن عناصر الشرطة الإسرائيلية قد خرجت من باحات الأقصى، وتتواجد بكثافة على الأبواب الخارجية في هذه الأثناء.
وتابع أبو دياب "هناك مصلون خرجوا من المسجد المبارك لاستكمال شعائرهم الدينية في يوم العيد، بينما تبقّى آخرون ليرابطوا داخل الأقصى ويدافعوا عنه ضد أي اقتحام".
وبشأن الإصابات، بين أبو دياب أن هناك عشرات الإصابات في صفوف المصلين، لكن عدد الحالات التي تم إرسالها إلى المشافي لتلقي العلاج بلغ /20/.
يأتي هذا التطور بعدما أدى أكثر من /100/ ألف مصل صلاة عيد الأضحى المبارك في رحاب المسجد الأقصى، بالتزامن مع النداءات المتكررة للبقاء بداخله، تحسبا لدعوات المستوطنين باقتحامه، بمناسبة ما تسمى ذكرى "خراب الهيكل".
وكان مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين قد أعلن قبل يومين تأخير صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك للساعة 7:30 بدلا من الساعة 6:30، بعد تهديدات المستوطنين باقتحامه في أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وقررت المراجع الدينية في وقت سابق إغلاق جميع مساجد القدس، صباح الأحد، من أجل جمع أعداد كبيرة للصلاة في الأقصى، كوسيلة للتصدي لأي اقتحامات من قبل المستوطنين الإسرائيليي، بناء على دعوات مسبقة لمنظماتهم الدينية "المتطرفة".
نائب مدير عام أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات وصف في حديث ل"نورث برس" الوضع في المسجد الأقصى الآن، بالمتوتر، رغم تراجع الأحداث والمواجهات العنيفة بين المصلين والشرطة الإسرائيلية، في ساعات الصباح، مبيناً أن الشرطة الإسرائيلية عملت "حزاماً" من جهة باب المغاربة.
لكن الشيخ بكيرات أوضح أن المقدسيين تحضروا لأداء صلاة الظهر في الأقصى، رغم محاولات مجموعات المستوطنين اقتحام الأقصى من جهة باب المغاربة ليخرجوا بعدها من جهة باب السلسلة، ما يعني أنه حتى لو تمت الاقتحامات فإنها لن تكون بالأريحية المعتادة والمسار المأمول بالنسبة لهم.
وأوضح الشيخ بكيرات أنه لأول مرة منذ خمسة وخمسين عاماً تتم دعوات لاقتحام الأقصى في يوم العيد للمسلمين، وهو ما يؤشر لمحاولات تجاوز الخطوط الحمراء وفرض وقائع جديدة بالأقصى. واعتبر ما جرى يمثل "تحدياً واستفزازاً لكل مشاعر المسلمين ومحاولة لتغيير الواقع بالأقصى هو تحدي لكل مشاعر المسلمين، ومحاولة لتغيير الواقع في المسجد المبارك".
في غضون ذلك، شددت عناصر الشرطة الإسرائيلية من حواجزها العسكرية ونصبت المتاريس الحديدية على الطرق المؤدية لساحات المسجد. وقررت السماح للمسلمين فقط بدخول الحرم القدسي الشريف صباح اليوم واعادت السماح للجميع بدخوله.
يشار إلى أن القوات الإسرائيلية قمعت مساء أمس المشاركين في مسيرة منددة باقتحام مئات المستوطنين لأحياء البلدة القديمة في القدس، ما ادى إلى إصابة عدد منهم برضوض.