رغم تراجع احتمالات الحرب.. فاتورة التوتر تلقي بثقلها على الخليج

الرياض – NPA

أدت الهجمات التي تعرضت لها ناقلات نفط في خليج عمان، خلال الشهرين الماضيين، وتصاعد التوترات الناجمة عن الأزمة بين الولايات وإيران، إلى قفزة كبيرة في تكاليف الشحن من وإلى منطقة الخليج، وهو ما يضاعف المخاوف من التأثير المدمر لأي حرب في المنطقة على التنمية.

وقال مسؤولون بقطاع النفط ومحللون إن شركات تكرير النفط الآسيوية تضررت جراء ارتفاع رسوم النقل البحري وتكاليف التأمين لشحنات النفط الخام القادمة من منطقة الشرق الأوسط، بعد هجمات على سفن في الخليج الشهر الماضي.

ويشكل الشرق الأوسط ما يزيد عن ثلثي إمدادات النفط إلى آسيا، وأبرزت الهجمات على ناقلات في خليج عمان في /13/ حزيران/ يونيو مخاوف أمنية بين شركات النفط وشركات النقل البحري العاملة في المنطقة.

وقال متعاملون في القطاع، بحسب وكالة رويترز، إن علاوة تأمين السفن التي تبحر في الخليج من مخاطر الحرب، ارتفعت بمقدار عشرة أضعاف. كما قفزت رسوم الشحن للناقلات العملاقة من المرافئ النفطية في الخليج إلى الموانئ الآسيوية بنحو /30/ في المئة منذ الهجمات، بحسب بيانات شركة "رفينيتيف".

وقال مسؤول في مؤسسة النفط الهندية: "في وقت سابق، كانت علاوة التأمين من مخاطر الحرب لا تُذكر، حينما كنا ندفع ما يتراوح بين 15 و20 ألف دولار، والآن قفزت إلى 150-200 ألف دولار".

ويتم تحديد علاوة التأمين من مخاطر الحرب، كنسبة مئوية من قيمة السفينة، وترتفع كلما كانت السفينة أحدث. وأظهرت بيانات "رفينيتيف" أنه منذ 12 حزيران/ يونيو ، حين تعرضت ناقلات نفطية إلى هجمات، ارتفعت تكلفة نقل النفط الخام من ميناء رأس تنورة السعودية في الخليج إلى نينغبو في الصين على ناقلة عملاقة 27 في المئة، أي 1.24 دولار للبرميل.

وفي الفترة نفسها وباستخدام نفس هذا النوع من الناقلات، فإن تكلفة نقل الخام من دولة الإمارات إلى ميناء فيساخاباتنام في الهند، زادت /37/ في المئة، بينما ارتفعت /24/ في المئة من الكويت إلى سنغافورة. وتجد العديد من الدول والشركات صعوبة في الاعتماد على مصادر نفطية خارج منطقة الخليج، بسبب الحاجة إلى درجات الخام الثقيل من النفط، والمتوفرة في الخليج.

واتهمت الولايات المتحدة والسعودية، إيران بشن هجمات على ناقلات النفط، إلا أن طهران نفت ذلك ورجحت وجود طرف ثالث يهدف إلى تصعيد التوتر.

وتعتمد دول الخليج على إيرادات النفط وانخفاض تكاليف الاستخراج والشحن، للحصول على عائدات كبيرة لمشاريع التنمية والاستثمار. ويرى مراقبون أن الفاتورة الباهظة لأي حرب، على الاقتصاد، تعمل مثل مكابح لتفادي اندلاع مواجهة عسكرية