تسلل عناصر الدولة الإسلامية يعود بملف ضبط الحدود العراقية السورية إلى الواجهة

بغداد _ زياد اسماعيل _ NPA
رغم سيطرة القوات العراقية رسمياً على المناطق الحدودية الممتدة مع سوريا بمسافة /6.5 كلم/، إلا أن خرقها من قبل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” و تسللهم باتجاه عمق المدن الكبيرة و مناطق أخرى نائية, لايزال يشكل خطراً على أمن واستقرار المواطنين.
إذ شهدت الحدود العراقية السورية، مرور آلاف المقاتلين العرب والأجانب الذين دخلوا لمقاتلة القوات العراقية والأمريكية, منذ دخول الأخيرة إلى العراق في منتصف آذار/مارس 2003, ولم تنجح أي قوة عسكرية عراقية في السيطرة على هذه الحدود، وظلت تشكل نقطة ضعف أمنية في المنظومة الأمنية العراقية، حتى سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها وربط مناطق سيطرتها في العراق وسوريا.
وبحسب المعلومات المتداولة علنياً في العراق، “أن عناصر التنظيم  تتمكن من التسلل إلى الأراضي العراقية قادمين من سوريا ويتجمعون بمناطق صحراوية مابين محافظة نينوى و أنبار و صلاح الدين, لعدم ضبط هذه المناطق من قبل القوات المعنية من الجانب العراقي”. 
وفي هذا السياق يقول النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجبوري لـ”نورث برس”: “لدينا مؤشرات أن داعش تقوم بفتح معسكرات و تمتين ثكنات في مناطق صحراوية”.
وأضاف الجبوري, أن هذا الأمر “خطير جداً”، وعلى الحكومة  والقوات المسلحة أن تعيد النظر بملف مسك الأراضي الصحراوية  والحدودية, كي لا تكون هذه الأماكن مناخاً أخر “لعصابات التنظيم وعناصره القادمين من الخارج.”
و من جهتها تنفي وزارة الدفاع العراقية أن يكون عبور عناصر  تنظيم “الدولة الإسلامية” و خرقهم الحدود أمراً سهلاً، إذ تقوم قوات مختلفة عراقية بضبط وتحكيم سيطرتها عليها.
حيث يقول المتحدث الرسمي لقيادة قوات العمليات المشتركة في وزارة الدفاع العراقية العميد يحيى رسول لـ”نورث برس” بأن هناك “قطعات ماسكة خاصة مع الجارة سوريا من الجيش والحشد و شرطة الحدود”.
وأضاف رسول أن هذه القوات تقوم بتحكيم الحدود مستخدمة تكنلوجيا حديثة خاصة بالمراقبة، منوهاً في حال “الشعور بأي خطر، سنرد بالقوة”.
وفي السياق ذاته يرى المحلل السياسي والباحث في الشأن الأمني عباس العرداوي، في حديث خاص مع “نورث برس” أن خلق ثقافة “التعاون الأمني لساكني الحدود العراقية مع الجهات الأمنية وإبلاغهم عن أي خرق أو انتهاك من قبل الأجانب، هو أمر ضروري بقدر امتلاك هذه القوات لأدوات المراقبة الحديثة”.
وأضاف العرداوي “أن القطعات العسكرية بحاجة إلى الجهود الفنية المتعلقة بطيارات مسيرة وكاميرات حرارية، والأهم من ذلك الحاجة إلى صناعة المواطن الأمني, وانتشار الثقافة الأمنية وذلك بتعزيز الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية, بحيث يكون كل مواطن عراقي هو مصدر أمني للأجهزة الأمنية كي لا يكتم عن أية خروقات هنا و هناك”.
ويمتلك العراق ثلاثة منافذ حدودية مع سوريا، وأهمها منفذ ربيعة العراقي – اليعربية السوري الذي يقع في الجزء الشمالي من الحدود ويتبع محافظة نينوى العراقية، فيما يعد منفذ القائم العراقي – البو كمال السوري المنفذ الرئيسي بين البلدين الذي يقع في محافظة الأنبار.