موسكو.. الحليف الإيراني في مواجهة الخصم الأمريكي

موسكو- فهيم الصوراني – NPA
بقلق بالغ تتابع موسكو تطورات المنعطف الجديد الذي دخلته الأزمة بين طهران وواشنطن، عقب اسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية لطائرة التجسس الأمريكية، تلاها تهديدات أمريكية بالرد.
ورغم التناقضات في التصريحات الأمريكية بخصوص شكل الرد، الا أن الموقف الروسي جاء مباشرا وواضحا. فالرئيس فلاديمير بوتين, وعند توجيه سؤال له حول احتمال أن ترد واشنطن عسكرياً على سقوط طائرتها التجسسية، لم يتردد في القول أن أي فعل عسكري أمريكي ضد إيران سيؤدي إلى “كارثة حقيقية بالحد الأدنى” لمنطقة الشرق الأوسط .
كما المح، إلى أن من سيتخذ قرار الحرب ضد إيران سيتعرض ل”تبعات مأساوية”، لأنه من الصعب التنبؤ بنتائج الحرب مع إيران. 
ووسط غموض يلف شكل الرد، وعدم تبلور موقف نهائي داخل دائرة صنع القرار في الولايات المتحدة، يعبر خبراء روس عن أن الولايات المتحدة تعيش في ورطة غير محسوبة، تجعل من اي قرار تتخذه ضد إيران مكلفا وغير واضح من حيث النتائج.
فالخبير في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، فلاديمير يفسييف، يرى أن أحد أهم أسباب تراجع ترامب عن توجيه ضربة عسكرية مباشره لإيران يكمن في افتقاره للدعم المطلوب من حلفاؤه، خلافاً لما حصل -على سبيل المثال- في الحالة السورية.
ويضيف أن الأزمة مع  إيران تختلف عن نظيرتها السورية. فالولايات المتحدة تشعر بضعف بخصوص بحماية جنودها الموجودين في العراق وسوريا وأفغانستان, ويوضح أن هؤلاء قد يصبحوا صيداً سهلاً لإيران، أو “لأذرعها الموجودة في المنطقة” حسب تعبيره.
ويستنتج بأن لإيران قدرات ليست سهلة ب”إيلام” الأمريكيين في المنطقة، في حين ستعيش واشنطن حالة  من “الصدمة”.
كما يشدد على العنصر المتعلق بالكونغرس الأمريكي، حيث يتخوف كل من الجمهوريين والديمقراطيين، على حد سواء، من أن يأخذ ترامب البلاد إلى حرب لا تعرف عواقبها. ويلفت إلى ان ترامب نفسه لا يمكنه تجاهل موقف خصوم الحرب في بلاده.
وفيما يخص احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربات عسكرية للمواقع النووية الإيرانية، يلفت الخبير الروسي النظر، إلى أن الرئيس الأمريكي كذلك محاط بالتردد إزاء فعالية هذه الضربات.  فهذا النوع من الأهداف حسب يفسسيف, يقع تحت الأرض وفي مناطق جبلية يصعب الوصول إليها.
ويوضح أن استهدافها بوسائل عادية غير نووية يحتاج إلى شهر كامل من القصف المتواصل. وعلى هذا الاساس تدرك الإدارة الأمريكية تماماً أن الحديث عن حرب مع إيران تخرج منها منتصرة هو أمر غير واقعي.