مخاطر الحرب المفتوحة تكبح اندلاع مواجهة عسكرية في الخليج

الرياض – NPA
تفادت منطقة الخليج حرباً ليلة أمس، حين أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سفناً حربية وطائرات في الجو بالتوقف عن ضرب أهداف عسكرية داخل إيران، إلا أن ترامب لم يغلق الباب أمام التحرك العسكري.
وقال الرئيس الأمريكي، اليوم الجمعة، إن الضربات الأمريكية على ايران كانت ستستهدف “ثلاثة مواقع”، مؤكداً أنه ألغى الضربات “قبل عشر دقائق” من موعدها المقرر بعد أن تم إبلاغه أنها كانت ستؤدي إلى مقتل 150 شخصاً، لكنه لم يعلن التخلي عن الفكرة نفسها بقوله إنه “ليس مستعجلاً لتوجيه ضربة لإيران.”
ويأتي التوتر الأخير بعد يوم من إسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية طائرة تجسس أمريكية وسط تضارب بين الروايتين الإيرانية والأمريكية حول موقع الطائرة حين تم إسقاطها. فبينما تصر أمريكا أنها كانت في الأجواء الدولية، تؤكد إيران أن الطائرة اخترقت مجالها الجوي
وقال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال أمير علي حاجي زاده، متحدثاً أمام ما قال إنه حطام الطائرة “لمرتين، قمنا بتوجيه تحذيرات”. وأوضح: “لدى هذه الطائرة نظام يسمح لها بنقل الإشارات والمعلومات التي تتلقاها إلى نظام مركزي خاص. للأسف، نظراً لأنهم لم يجيبوا، وجه جيش الجمهورية الإسلامية تحذيراً للمرة الأخيرة، ولأنهم لم يتوقفوا عن الاقتراب ولم يغيروا مسارهم، أجبرنا على إسقاطها”.
وعرض على التلفزيون الإيراني قطع حطام طائرة الاستطلاع مصفوفة على الأرض. وسقطت الطائرة في البحر بالقرب من مضيق هرمز حيث قامت البحرية الإيرانية بجمع حطامها الذي كان يطوف على المياه ونقل إلى طهران.
كما بث التلفزيون الحكومي مقاطع فيديو لما قال إنه اعتراض صاروخ “خرداد 3” للطائرة المسيرة ونقل الفيديو أساساً عبر حساب إيراني على تطبيق تلغرام، وقالت وسائل الإعلام المحلية إنها حصلت عليه من الحرس الثوري، لكن الأخير لم ينشره على موقعه الرسمي على الانترنت.
وتظهر المقاطع صاروخاً يطلق من بطارية متحركة خلال الليل ثم انفجاراً وكرة من اللهب تسقط بشكل عمودي من السماء.
ويبدو أن التحرك العسكري الأمريكي ليلة امس، وتأهب السفن والطائرات لضرب مواقع عسكرية، تزامن مع رسالة من ترامب إلى القادة الإيرانيين نقلها عبر سلطنة عمان التي لها تاريخ في الوساطة بين الجانبين.
وقال مسؤولان إيرانيان لوكالة “رويترز” إن ترامب حذر إيران عبر عُمان من هجوم وشيك، وقال في رسالته إنه ضد أي حرب مع إيران ويريد إجراء محادثات بشأن عدد من القضايا. وأضاف مسؤول إيراني “حدد ترامب فترة زمنية قصيرة للحصول على ردنا، لكن رد إيران الفوري هو أن القرار بيد الزعيم الأعلى خامنئي في هذه المسألة”.
ومن المرجح أن عدم قبول إيران التواصل مع ترامب، رغم الضربة الوشيكة، كانت من العوامل التي دفعت ترامب إلى إلغاء الضربة، لأسباب استراتيجية. فعدم قبول إيران العرض الأمريكي بالتفاوض على اتفاق جديد، يعني أن المنطقة ستدخل حرباً مفتوحة، تمتد إلى عدد من الدول، ولن تبقى محصورة داخل إيران، أو أن طهران ستقف بلا رد كما حدث بالنسبة للنظام السوري حين قصفت واشنطن مواقع عسكرية مرتين، في عامي 2017 و2018.
وتعرضت مواقع تتواجد فيها قوات أمريكية في العراق، إلى قصف خمس مرات منذ مطلع الشهر الحالي حزيران/ يونيو. وتقول مصادر مطلعة إن إيران هددت بقصف منشآت ومواقع تتواجد فيها قوات أمريكية في عدد من دول الخليج.