قوى شعبية عربية تُطلق فعاليات “غَضْبَتِها” من مؤتمر البحرين
الضفة الغربية ـ NPA
بموازاة التحضيرات الفلسطينية لإقامة فعاليات رافضة لورشة البحرين الاقتصادية التي تنظمها الولايات المتحدة في العاصمة المنامة الأسبوع القادم، أُعلن عن حراك شعبي مماثل في عدد من الدول العربية، تعبيراً عن الغضبة من هذه الورشة التي يصفونها بـ”التطبيعية” والرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية من بوابة “المال”.
فقد أعلنت جمعية “الوفاق الوطني” البحرينية عن تنظيم منتدى بعنوان “السيادة من أجل السلام والإزدهار”؛ احتجاجا على استضافة البحرين ورشة عمل تمهيداً لإعلان الولايات المتحدة ما يعرف بصفقة القرن.
وسيُعقد المنتدى بمشاركة فلسطينية وعربية في العاصمة اللبنانية بيروت في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وذلك نظراً لصعوبة انعقاده في البحرين، التي “خصصت كل قواها الأمنية والعسكرية والاستخباراتية لحماية المؤتمر”، على حد قوله.
وفي المغرب، دعت “القوى الوطنية والإسلامية” لمسيرة بمدينة الرباط الأحد القادم دعما لفلسطين ضد “صفقة القرن” ومؤتمر البحرين. وقالت القوى المغربية إن المسيرة أيضا تأتي لرفض ومناهضة كافة أشكال التطبيع ومظاهر الاختراق الإسرائيلي للمغرب.
من جهته، قال النائب الأردني السابق سمير عويس لـ”نورث برس” إن أولى الفعاليات الشعبية في المملكة المناهضة لمؤتمر المنامة قد بدأت، الثلاثاء، بمجمع النقابات، ثم ستنظم مسيرة لتنطلق من أمام السفارة السعودية وتنتهي قبالة السفارة الأمريكية في منطقة عبدون بعمّان.
وتحدث عويس عن تحركات شعبية كبيرة في الأردن على مدار الأيام القادمة، حيث تتضمن تجمعات وإعلانات وبيانات شجب واستنكار، معتبراً أن ترامب إما سيتراجع عن توجهاته بشأن القضية الفلسطينية أو يعيد النظر بها على أرضية “الصمود” الأردني الفلسطيني.
وأما رسمياً، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي “إن بلاده لن تقبل أي عرض لا ينسجم مع ثوابتها ويتم طرحه خلال ورشة المنامة الاقتصادية. وإذا طرح شيء إيجابي ستتعامل معا”، مشيرًا إلى أن مشاركة عمان فيها لا تزال قيد الدراسة.
وفي السياق، يقول البرلماني السابق سمير عويس لـ”نورث برس” إن وجهة النظر الرسمية لعمّان تحاول أن تظهر وجود رأيين لديها بخصوص المشاركة، فهناك مَن يؤيد المقاطعة وحسم الموقف، وهناك مَن يفضل حضور الورشة كي تعلن المملكة الأردنية موقفها بشكل واضح حول أهمية حل الدولتين القائم على قرارات الشرعية الدولية.
ويبين عويس أن بعض الدول العربية بينها الأردن تعاني من ارتباك بشأن مشاركتها في ورشة البحرين، ويؤكد أن المملكة الأردنية تتعرض لضغوط كبيرة سواء من الجانب الأمريكي أو الخليجي، حتى تكون عماّن أقل حسماً في رفض صفقة القرن.
ويرى عويس أن مجرد الحضور العربي في ورشة البحرين مهما كان مستوى الوفد الممثل للدول، هو مشاركة بالمؤتمر “التطبيعي”، وأنه سيساهم بمناقشة الجوانب الاقتصادية ويحاول أن يخلق وضعاً تطبيعياً من شأنه أن يُهيئ لإعلان “صفقة العصر”.
ويتابع عويس “التراكم سيؤدي لخلق واقع تطبيعي مترافق مع الإجراءات التي يعلنها ترامب وما تفرضه إسرائيل على الأرض. فالتراكمات ستترك أثراً سلبياً على القضية. ولكن نعوّل على صخرة الصمود الأردني والفلسطيني للوقوف بوجه هذه المخططات”.
وكان البيت الأبيض أعلن عن عقد مؤتمر اقتصادي دولي في مملكة البحرين نهاية الشهر الحالي لدعم الفلسطينيين ضمن خطة السلام. وينعقد المؤتمر تحت عنوان “السلام من أجل الازدهار” في المنامة يومي 25 و 26 حزيران/ يونيو الحالي.
وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية دعوة إلى منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية سابقا الميجر جنرال احتياط يوآف مردخاي، للمشاركة في مؤتمر البحرين الاقتصادي الأسبوع القادم. وبحسب الإعلام الإسرائيلي فإن مردخاي قد لبّى الدعوة.
وتروّج واشنطن لهذه الورشة باعتبار أنها “فرصة محورية” لاجتماع زعماء الدول ورجال الأعمال، من أجل تبادل الأفكار والرؤى ومناقشة الاستراتيجيات لتحفيز الاستثمارات والمبادرات الاقتصادية الممكنة، إلى جانب تحقيق السلام في المنطقة.
غير أن القيادة الفلسطينية ترفض هذه الورشة وتعتبرها محاولة أمريكية-إسرائيلية لتصفية قضية فلسطين عبر اختزال الحل لها بالمال، وإظهار مشكلة الفلسطينيين كما لو أنها “مالية لا أكثر” وليست حقوق أقرتها قرارات الشرعية الدولية والصادرة عن منصة الأمم المتحدة.