أربيل – أوميد توفيق – NPA
تشهد مدينة كركوك العراقية حالة من التوتر والنزاعات الداخلية خصوصا في الداخل الكردي, الأمر الذي أدى لفقدانهم مدينة استراتيجية .
سيطر الكرد على كركوك إبان سقوط نظام صدام حسين على خلفية دخول القوات الأمريكية في العراق عام 2003, حتى /16/ تشرين الأول/ اكتوبر 2017 عقب استفتاء إقليم كردستان حيث هاجمت القوات العراقية و فصائل من الحشد الشعبي المدينة لفرض السيطرة عليها واضطرت القوات الكردية للانسحاب لخارج حدود المدينة.
و اجرى السيد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق استفتاء الاستقلال في أيلول\ ديسمبر 2017، حيث واجه رفض من الدول المجاورة والأوروبية لها وبما فيها الحكومة المركزية العراقية.
يقول محمد عبد الله الرئيس المشترك لحركة حرية مجتمع كردستان، لــ”نورث برس” أن سبب اندلاع المشاكل في كركوك وخسارة الكرد لها يعود لصراع الداخلي بين حزبي الاتحاد الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
وأضاف عبد الله أن “الذين يخططون لفرض سيطرتهم في المنطقة لينالوا قسطا من ثروة كركوك، هم مسؤولون عن الوضع الحالي”.
تدخلات إقليمية
ويقطن مدينة كركوك أقليات من الكرد والعرب والتركمان, ترغب الثلاثة بالسيطرة على المدينة بسبب ثرواتها النفطية الكبيرة. وشهدت أسوأ أحداث عنف تقع في البلاد بعد هزيمة “الدولة الإسلامية”.
رأى حسن الشيخاني مسؤول في الحركة الإسلامية، أن الانقسام القوي بين حزبي الاتحاد الوطني و الديمقراطي الكردستاني أدى إلى وضع “مأساوي”.
وأشار أن “مشكلة الكرد في كركوك هي تنصيب محافظ من القومية الكردية ولكن الصراع الحزبي يجعل الوضع صعباً”.
وقال الشيخاني “لا يستطع أحد تنصيب وزير بدون موافقة سفيري إيران و الولايات المتحدة ، وتوجد تدخلات في تنصيب المحافظين و الوزراء و تشكيل الحكومات، حتى تأخر إعلان التشكيلة الجديدة لحكومة إقليم كردستان يرجع الى التدخلات الإيرانية و التركية”.
وبعد أن دخلت قوات الحشد الشعبي في /16/ تشرين الأول/ اكتوبر 2016 إلى كركوك، نصبت الحكومة المركزية في بغداد راكان الجبوري من المكون العربي ليدير شؤون المدينة بالوكالة.
وأصدرت محكمة كركوك مذكرة إلقاء قبض على الجبوري، بتهمة ملفات عدة بينها الموافقة بصرف/469/ مليون و /320/ الف و /750/ دينارا للطعام خلال اربعة أشهر في /2018/.
ويرى الكرد أن الجبوري وراء كل المشاكل الموجودة في المدينة و له دور سلبي لاستقصائهم في الدوائر و المؤسسات داخل المدينة.
وقال مسؤول مركز حزب “سوسياليست” في كركوك، رسول رؤوف: إن “محافظ المدينة بالوكالة قام بتطبيق كل الأمور السلبية التي عجز النظام البعثي عن تطبيقها”.
ولفت إلى أن إبقاء المحافظ في منصبه و عدم اتاحة الفرصة لحل المشاكل في المدينة، يرجع الى صراع دولي على كركوك بجانب الصراع التركي و الإيراني عليها أيضا.
و تابع رؤوف أن “تركيا لا تخفي تدخلها في كركوك، صرح مسؤولين أتراك مرات عدة بتركمانية المدينة، وبهذا نجد لهم دورا بارزا في استمرار مشاكل المدينة، وخاصة في تعيين محافظ جديد لها”.
مخاوفٌ من استمرار الصراع
يتخوف مدنيو كركوك من الصراع الدائرة بين الأطراف السياسية وسط حالة من عدم الاستقرار والأمان.
وأشار محمد كريم سائق أجرة عن الحالة التي تعيشها المدينة في حديثه لــ “نورث برس” قائلاً: “لا نشعر بالأمان، نخرج من البيت ولا نعرف إن كنا سنعود له مجدداً”.
وبحسب كريم أن الحشد الشعبي المسيطر على المدينة يكره الكرد ” رأينا ما ينشر في الفيسبوك حول تعاملهم مع الناس وهذا يخيفنا”.
وأضاف “ليس بيننا كقوميات موجودة في كركوك أية مشاكل، كل ما يحدث نابع من صراعات سياسية في المنطقة”.