إعلان إيراني يجعل طهران على بعد خطوة من الحصول على سلاح نووي
واشنطن – هديل عويس – NPW
أعلنت المتحدثة باسم الوكالة الذرية الإيرانية الاثنين أن إيران ستتخلى عن التزامها بحدود تخزين اليورانيوم التي كانت قد التزمت به في إطار الاتفاق النووي مع القوى العالمية في العام 2015، كما أعلنت أن نسبة تخصيبها لليورانيوم قد تصل إلى /20/ بالمئة، أي أن إيران ستصبح على بعد خطوة من الوصول إلى مستوى التخصيب الذي يتطلبه تطوير أسلحة نووية.
وأتى الإعلان الإيراني الاثنين متزامناً مع اجتماع لدول الاتحاد الأوروبي في بروكسل في إشارة من طهران للأوروبيين للتحرك ومواجهة العقوبات الأمريكية التي عجزت محاولات الأوروبيين في السابق لتفاديها.
وكان الاتفاق النووي الذي عقدته إيران مع دول العالم ينص على التزام إيران بنسبة تخصيب لا تتجاوز 3.67 بالمئة أي ما يكفي لمحطات الطاقة والاستخدامات السلمية، إلا أن المتحدثة باسم الوكالة النووية الإيرانية قالت الاثنين إن إيران ستحتاج إلى نسبة تخصيب 5٪ لمحطة الطاقة النووية في ميناء بوشهر جنوب إيران، كما أنها ستخصب يورانيوم بنسبة 20٪ لمفاعل الأبحاث النووية في طهران.
من جانبه قال الباحث في معهد “جولف انالاتيكس”، جورجيو كافيرو، لــ”نورث برس” إن منطقة الشرق الأوسط تقترب من الهاوية مع هذه الاستراتيجية تجاه إيران خاصة أنها غير محسوبة العواقب وغير متماسكة كما أنها عرضة كما أي استراتيجية أخرى إلى تغيير رأي الرئيس ترامب بنسبة 180 درجة في أي لحظة.
وحول ما يدور في واشنطن من شعور بأن منطقة الشرق الأوسط متماسكة مع إدارة ترامب في أهدافها من هذه الاستراتيجية، وأن هدف إزالة خطر النظام الإيراني هو خيار سكان المنطقة يقول كافيرو، “لا اتفق تماماً مع هذا الطرح، فسكان المنطقة ليسوا فقط المقربين من إدارة ترامب اليوم.”
ويتابع: “هناك نعم بعض الدول التي ترغب بتصعيد أمريكي مع النظام الإيراني مثل (إسرائيل والإمارات والسعودية) ولكن حتى مع اقتناع هذه الدول بما تريد، ليس من الضروري أن الحرب لن تحرق المنطقة برمتها”.
ويضيف كافيرو، “من جانب آخر هناك دول أخرى ليست فقط معارضة للحرب، ولكنها على اتصال دائم مع واشنطن لثنيها عن التحرك باتجاه إشعال الحرب في المنطقة وهي دول حليفة للولايات المتحدة مثل سلطنة عمان و قطر والكويت والأردن وغيرها”.
ويحذر من أن الحرب ستعيد المنطقة للوراء كثيراً، “وعلينا أن لا ننسى جماعات إيران المزروعة في كل شبر من المنطقة، ولنتذكر أن ساعة إعلان الحرب يعني استنفار كل هذه الميليشيات كل منها في موقعه”.
ونوه كافيرو إلى أن ترامب سعى لطمأنة ناخبيه بأنه لا يسعى للحرب، في حين أن بومبيو يقول “سنحمي حرية الملاحة.. كيف سنحقق الغايتين وما هي خيارات الأمريكيين؟”
فالرئيس ترامب يرسل إشارات بأن الحرب لن تقوم، ويحاول بنفس الوقت استرضاء المتشددين من الجمهوريين في إدارته والجماعات السياسية التي لطالما رغبت برئيس يصعد مع إيران، بحسب الباحث في معهد “جولف انالاتيكس”.
كما أشار الباحث إلى أن “المشكلة الأخرى والتي ستحسم إذا ما كان هناك حرب أم لا، هي تقلبات ترمب واستعداده لتغيير آراءه جذرياً 180 درجة ليفاجئ الجميع بما هو غير متوقع”.
ويرى كافيرو من وجهة نظره بأن الوقت يتم تمريره من كلا الجانبين حتى الانتخابات المقبلة، “فإذا فاز ترامب فيها سيذهب إلى طاولة مفاوضات جديدة مع إيران واتفاق نووي جديد، يشبه اتفاق أوباما بتغيير طفيف واسم جديد فقط لا غير”.
وبهذا يسدل الستار على ملف إيران ويكون قد منحهم اتفاق جديد وتدفق للأموال بعد رفع العقوبات، أي مثل ما فعل أوباما، أما الجديد الذي سيمنحه ترامب إذا تم ذلك فهو نصر معنوي مؤزر لملالي طهران وتأكيد على ادعاءاتهم بأنهم قوة مؤثرة خشيت منها وتجنبتها حتى الولايات المتحدة”، بحسب كافيرو.
وبخصوص إذا كان من الممكن أن تستمر إيران برفع تخصيبها لليورانيوم، والإدارة الأمريكية تشل الاقتصاد الإيراني بالعقوبات، أوضح الباحث بأن المسألة تتوقف على طول صبر الجانبين.
فمن جانب الإدارة “لا يمكنها أن تدعي بأنها ستحارب الخطر الإيراني ثم تقف عاجزة كل العجز أمام سعي إيران لنسب تخصيب يورانيوم تقودها إلى بناء قنبلة نووية تضع أمن وسلام المنطقة وحتى أوروبا بأيدي النظام الايراني، بسبب خطوة عابثة وهي تمزيق الاتفاق السابق”.
ويتابع “لكن من جانب آخر، اقتصادياً وداخلياً العقوبات دمرت جزء من شعبية النظام الإيراني ومصداقيته والحال في الداخل لا يتحمل صبر ومكابرة أكثر وقد يقترب النظام من تقديم تنازلات ولكنه لم يفعل بعد”.
وأشار في ختام حديثه لـ”نورث برس” بخصوص أسوأ السيناريوهات في حال حدثت الحرب، والمتضرر الأكبر منها، بقوله: “الحرب إذا حدثت وبسبب طبيعة انتشار النفوذ الإيراني ستحرق المنطقة”.
أما بخصوص المتضررين المباشرين “فمنهم العراق الذي سيتحول إلى ساحة صراع مباشرة من خلال الوجودين الإيراني والأمريكي المتوغلين فيه”.
ويتابع: “من ناحية العراق لا يستطيع إبعاد إيران أو منعها من استخدام أراضيه بسبب التاريخ والدين والتجارة والجغرافيا وظروف السنوات الأخيرة”.
ولكن أيضاً العراق بحاجة للولايات المتحدة التي تعيد إحياء قطاع النفط وكل القطاعات المدرة للأموال مع العراق. “إذا كان هناك مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران من الصعب تخيل العراق غير مشتعل وسط نيران المتحاربين”.