بغداد – زياد إسماعيل – NPA
على رصيف شارع مكتظ في بغداد, يجلس أبو زياد (50 عاماً) حاملاً زجاجة ماء يروي بها عطشه بسبب ارتفاع معدل دراجات الحرارة التي تعصف بالمنطقة.
يقول وهو يمسح وجهه بمنديلٍ مبلل: “لم أشهد مثل هذا الجو في حياتي كلها، اغمي على ناس من شدة الحر وخاصة من يعانون من أمراض مزمنة”
يضيف أبو زياد ملوحاً على زجاجة الماء “هذه الزجاجة لا تفارقني أصطحبها معي أينما ذهبت”.
ويشتكي من قلة توفير الكهرباء رغم المبالغ الهائلة التي صرفت على صيانتها قائلاً: “منذ أيام السقوط ولم تتوفر الكهرباء لنا كلما يجب، رغم أنهم صرفوا الملايين على صيانتها.”
وشهد العراق ارتفاع في معدل دراجات الحرارة الصيف المنصرم حيث وصلت تقريبا لنصف درجة الغليان ولاسيما في المناطق الجنوبية.
وسجلت اربع مدن عراقية، الاسبوع الماضي ، أعلى درجات الحرارة في العالم, وصلت إلى 49.4 درجة مئوية.
ووضع بعض أصحاب المحلات التجارية رشاش مياه وسط الشارع للاحتماء من درجات الحرارة المرتفعة، حيث يصل إليها الماء في ذروة ساعات الحر أوقات الظهيرة.
وازداد الطلب على المياه المعدنية بسبب سوء الطقس في المدنية حيث يقف محسن عودة وسط حشود من السيارات المارة وفي يده عبوة ماء يعرضها للبيع على المارة ليرووا عطشهم.
ويقول عودة لـ “نورث برس”: “كلما ازدادت ارتفاع درجات الحرارة ازداد معه الطلب على المياه المعدنية”.
ويضيف “بين الحين و الأخر يغمى على أشخاص من شدة الحرارة”، ويشير الى أن امرأة عجوز وقعت على الأرض قبل أيام بسبب ارتفاع الحرارة.
ومن جانبه أِشار محمد العبودي سائق سيارة تكسي عمومي في المدينة أن أعطال عدة حدثت للسيارات، ويضيف أن سيارته لا تتحمل درجات حرارة عالية وتتعطل السيارة عند تشغيل نظام التبريد.
ويضيف “ما باليد حيلة إذ يطلب الركاب تشغيله، وغالباً ما يرفضون ركوب سيارتي مفضلين السيارات الحديثة”.
ومن جانبه يوصي المتحدث باسم وزارة الصحة، دكتور سيف بدر المواطنين بالابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة لأنها تؤثر سلباً على الأطفال و كبار السن، و”أفضل الوقاية تكون باستخدام القبعة و النظارات الشمسية مع كريمات واقية للشمس”.
وتلجأ الحكومة العراقية في حالات الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة وتجاوزها للـ /50/ درجة مئوية, إلى إعلان عطل رسمية لجميع وزاراتها والدوائر التابعة لها.