توتر بين أمريكا وإسرائيل بسبب العلاقة مع الصين

رام الله – NPA
انضم مجلس الشيوخ الأمريكي إلى الانتقادات التي توجّهها إدارة الرئيس دونالد ترامب لمسألة توثيق العلاقات بين إسرائيل والصين وخاصة منح شركة صينية الامتياز بتشغيل الميناء الجديد في حيفا اعتبارا من العام 2021.
 وجاء انتقاد الكونغرس الأمريكي ضمن مشروع القانون الخاص بميزانيات الدفاع الأمريكي للعام المقبل حيث أدخل لأول مرة فيه بند يشير الى القلق الامني ذي المغزى الناجم من تعاقد حكومة تل أبيب مع الشركة الصينية لتشغيل الميناء ولمدة 25 عاما.
ويستخدم ميناء حيفا لرسو السفن التابعة للأسطول السادي الأمريكي مما حدا بمسؤولين كبار أمريكيين الى تحذير اسرائيل من احجام السفن الأمريكية عن الرسو في الميناء في حال دخول العقد مع الشرطة الصينية حيز التنفيذ.
 وقد جرت محادثات بين الجانبين الاسرائيلي والأمريكي حول هذه المسالة وصفت بناها كانت مشوبة بالتوتر . ولم تسفر هذه المحادثات حتى الان عن اي انطلاقة نحو حل المشكلة حيث قال احد المشاركين الاسرائيليين في المحادثات ان المسؤولين الأمريكيين قد استشاطوا غضبا من الخطوة الاسرائيلية .
وفي السياق، يقول المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد ل”نورث برس” إن الحساسية الأمريكية من الموضوع بدأت بالظهور منذ أشهر عندما أبرمت إسرائيل مجموعة من الإتفاقيات التجارية مع الصين، وأهمها تشغيل ميناء حيفا وقد تتطور لموانئ أخرى.
 
ويرى شديد أن الغضب الأمريكي له بُعدان؛ الأول له علاقة بالصراع الأمريكي- الصيني حول السيطرة على الاقتصاد العالمي والسياسات الأمريكية الآخذة بمحاصرة ايران. وأما البُعد الثاني فهو أمني ومدى إمكانيات الصين الحديثة في اختراق أجهزتها للتكنولوجيا الأمريكية.
وأعرب شديد عن اعتقاده بأن الموضوع يمكن أن يشكل أزمة في العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية. ورغم تحالف الإدارة الأمريكية مع اليمين الحاكم في الدولة العبرية، إلا أنه بالمحصلة يبقى برنامج اليمين الأمريكي الذي يمثله ترامب الآن هو “أمريكيا أولاً وفوق أي إعتبار”. 
وبالتالي، اعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, خطأ, وعلى خلاف كثير من اليهود الديمقراطيين في الولايات المتحدة، بأن إسرائيل ومصالحها أصبحت شأناً أمريكياً داخلياً ثم حاجة أمريكية. وهذا دفع تل ابيب للذهاب بعيداً للتعامل مع الصين، وفق ما يقول شديد.
ويتطرق شديد إلى وجود أصوات أمنية في إسرائيل تحذر الأخيرة من الذهاب بعيداً في العلاقة مع الصين دون ضوابط، لِما تشكله بكين من مخاطر توسّعية.
ويرى شديد أن الأمر فُهم وكأن إسرائيل تبحث عن بديل لقوة عُظمى استراتيجية بالمنطقة بعد مرحلة ترامب وهذا خلق حالة من التحالف بين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة ضد هذه السياسة الإسرائيلية، فضلاً عن أصوات نخبوية في إسرائيل تدعو لضبط علاقة الأخيرة مع الصين.
ويتابع شديد “إسرائيل تريد توظيف علاقاتها وتحالفاتها مع القوى العظمى بالعالم لخدمة مشروعها بالمنطقة ولو كان أسلوبها على حساب السياسة الأمريكية، وهذا ادى لتضارب وتناقد بالعلاقة”.
ويعتقد شديد أن هناك خطأ إسرائيلياً كبيراً، فتل أبيب غير قادرة على التراجع عن خطوة التعاون مع الصين، وفي الوقت نفسه غير قادرة على إقناع أطراف مريكية واسعة وكذلك مجموعات يهودية بجدوى هذه العلاقة. حتى أن واشنطن قلقة من طبيعة العلاقة بين روسيا وإسرائيل ايضاً.
وعن مخاض الحوار الدائر بين أمريكا وإسرائيل بخصوص العلاقة مع الصين، يؤكد شديد أن حكومة نتنياهو تحاول أن تقيم علاقات مع كل القوى العالمية وهذا لا يروق للإدارة الأمريكية ومن الممكن أن تتأزم العلاقة. ولكن شديد يرى بالمصحلة أن تل أبيب غير قادرة على أن تقول “لا كبيرة” لأمريكيا، ومن الممكن أن تستجيب إسرائيل وتُخفّض مستوى علاقاتها مع الصين.