رام الله – NPA
أكد عضو الكنيست الإسرائيلي عن الحركة الإسلامية-الجناح الجنوبي عبد الحكيم حاج يحيى ل”نورث برس”، حصول تقدم في المباحثات التي بدأتها الأحزاب العربية في إسرائيل عقب عيد الفطر لإعادة إحياء “القائمة المشتركة”، بغية التوحد تحتها عندما تخوض الانتخابات العامة في أيلول/سبتمبر القادم.
وأوضح حاج يحيى أن الأحزاب الأربعة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التجمع الوطني الديمقراطي، العربية للتغيير، والقائمة العربية الموحدة) أكدت جميعها على موقفها المبدئي لإعادة تشكيل “المشتركة”.
وتوقع حاج يحيى أن هذه الأحزاب ستتوصل لاتفاق بهذا الخصوص خلال الفترة القريبة بعدما تنجز تفاهماتها بخصوص مختلف القضايا ذات الصلة.
وتابع حاج يحيى “نعم ، كل أطراف القائمة المشتركة أعلنت موقفا مبدئيا لإعادة تشكيلها “.
وحول الأمور التي يتباحثون بشأنها كأحزاب عربية مقيمة في إسرائيل، بين النائب حاج يحيى أنها تتركز حول تركيبة القائمة المشتركة وخطها السياسي بالإضافة لكل الخطوط العريضة خاصتها وأهدافها ومهامها”.
وبشأن رئاسة القائمة، أكد حاج يحيى “أنهم لم ينهوا بعد هذه المسألة، لكنها بالإضافة إلى التمثيل ستكونان متروكتين لآخر شيء في الحوار”، مشدداً على أنها ليست الأساس في الحوار الآن، وإنما لمدى قدرتها على الوفاء بآمال فلسطينيي 48.
ويضيف “هناك خيبة أمل لدى شعبنا بعدما تفككت القائمة المشتركة في الانتخابات الأخيرة، والنتيجة أنْ كانت نسبة التصويت بانتخابات الكنيست السابقة منخفضة جداً”.
وينوه حاج يحيى إلى استطلاع للرأي أجري في صفوف عرب إسرائيل، يفيد أن اكثر من 80 بالمئة يؤيد إعادة إحياء القائمة المشتركة، مبيناً أن هذا هو الأهم، وبالتالي تشكيلها من جديد بات أمراً ملحاً ومحسوماً.
والقائمة المشتركة بمثابة تحالف سياسي ضم الأحزاب العربية سابقة الذكر في إسرائيل، اعلن عن تشكيله في 23 يناير 2015، في أعقاب رفع نسبة الحسم والإعلان عن انتخابات مبكرة في ذلك العام.
وقد مكنها هذا التحالف من الحصول حينها على 13 مقعداً، وكانت هذه وهي المرة الأولى التي تتقدم فيها الأحزاب العربية بقائمة موحدة إلى انتخابات الكنيست.
لكن هذه القائمة تفككت في انتخابات الكنيست السابقة التي جرت في نيسان الفائت، ما دفع الجمهور العربي في اراضي 48 لمعاقبتها عبر استنكافه عن التصويت.
ولعلّ، تبكير الانتخابات الإسرائيلية مرة أخرى في أعقاب فشل زعيم الليكود بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة الجديدة، تعتبر فرصة جديدة لهذه الأحزاب للتوحد والاستفادة من أخطائها، كما يقول المستشار الإعلامي المتخصص بشؤون الأحزاب العربية في إسرائيل محمد مصالحة ل”نورث برس”.
ويؤكد مصالحة أن كل حزب وصاحب تجربة يعرف أن الانتخابات الأخيرة ونتائجها وطريقة استجداء الناس بشتى الطرق كانت آخر فرصة لهذه الأحزاب، فكانت بمثابة “بطاقة صفراء ثانية” حيث تدنّت نسبة التصويت وحصلت على 10 مقاعد فقط في الكنيست. وهذا يعني أن الجهور العربي في إسرائيل قال لها “انتظري البطاقة الحمراء”.
ويرى مصالحة أن تصريحات هذه الأحزاب العربية بشأن توحيد القائمة المشتركة صادقة، ولكن الأهم “نريد آليات سريعة وجديدة”.
وأوضح “هناك مجموعات لم تأخذ دورها، ما الضيم أن تضمن هذه الأحزاب مقعداً او مقعدين لامرأة وشخصية مجتمعية وممثلة لكل الأطر وليس مجرد قوائم لأحزاب تنام وتستفيق ثم تريد حصة تحت عنوان المشروع التصالحي للوصول لأكبر عدد من الأعضاء”.
وبينما اتهم عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية أيمن عودة من اسماها “أطرافاً خارجية” بضرب وحدة الأحزاب العربية لخدمة مشروع نتنياهو، إلا أن مصالحة لا ينكر ايضاً عاملاً آخر تمثل بنرجسية هذه الأحزاب ومصالحها الضيقة التي أفشلت المشتركة وفككتها، معرباَ عن أمله في الخروج باتفاق سريع بشأن “المشتركة”.
وحذر مصالحة أنه في حال لم تعد “المشتركة” فإن أياً من الأحزاب العربية لن يتجاوز نسبة الحسم في انتخابات الكنيست القادمة.
ويختم كلامه، قائلاً: “تخيل لو زادت نسبة التصويت العربي في انتخابات الكنيست القادمة وحصلنا على 13 أو 15 مقعداً، فإن هذا يعني أن هذه الأحزاب ستقلب الطاولة الانتخابية وان تكون رقما صعباً في اي حكومة قادمة وان تلعب لعبة الشطرنج السياسية على ان لا يسقط لك جنود بالمعركة”.
وفي السياق، أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، ان ثمة نشاطات تحركها السلطة الفلسطينية في رام الله من اجل إقامة قوة سياسية عربية يهودية في إسرائيل لتخوض الانتخابات البرلمانية الوشيكة بحيث تحظى بقوة كبيرة على الساحة السياسية هناك لتكون مؤثرة لاحقا على الحياة السياسية وعلى اتخاذ القرارات على أمل أن تساعد في انهاء الاحتلال.
ومن اجل تحقيق هذه الفكرة، قالت مصادر ان مسؤول ملف التواصل مع المجتمع الإسرائيلي لدى منظمة التحرير الفلسطينية، محمد مدني، وهو من المقربين من الرئيس الفلسطيني، يجري اتصالات مع شخصيات يسارية إسرائيلية وأخرى عربية فاعلة على الساحة السياسية دون ان تكون من الشخصيات المؤطرة في التشكيلات السياسية الممثلة في الكنيست، وذلك بغرض تشكيل قائمة عربية يهودية مشتركة تخوض انتخابات الكنيست الوشيكة وتقف في وجه اليمين الحاكم.
وقد شن اليمين الإسرائيلي الحاكم أكثر من مرة هجوماً على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بسبب تحركاته على هذا الصعيد، متهمة إياه بالتدخل في سير الانتخابات الإسرائيلية.