ضغوط أمريكية تعيد تشكيل التوازنات في السودان

الرياض – NPA

أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن بلاده مستمرة في التواصل مع كافة مكونات المعارضة السودانية إضافة إلى المجلس العسكري الانتقالي، في ظل تصاعد الانتقادات لدور إماراتي مزعوم في دعم العسكريين ضد الحراك الشعبي المدني.

وجاء موقف قرقاش في تغريدات على تويتر، بعد دقائق من إعلان قوى الحرية والتغيير المعارضة بالسودان، اليوم الثلاثاء، تعليق حملة عصيان مدني وإضراب عام بدءا من اليوم وحتى إشعار آخر.

وقال الوزير الإماراتي: “رصيدنا الخيّر ومصداقيتنا وسيلتنا للمساهمة في دعم الانتقال السلمي بما يحفظ الدولة ومؤسساتها في السودان الشقيق، لا شك أنها مرحلة حساسة بعد سنوات دكتاتورية البشير والإخوان”.

وأضاف: “علاقتنا التاريخية والمشتركة والمتميزة مع السودان الشقيق أبدية، وسعينا الدائم للمساهمة في قضايا التنمية والاستقرار سيستمر، خطوطنا ميسرة في التواصل مع كافة الأطراف ودورنا منظوره وطني وعربي وهدفه دعم الاستقرار والانتقال السياسي المنظم والسلس”.

وكان ناشطون سودانيون في قوى المعارضة وجهوا انتقادات إلى ما أسموه دعم الإمارات لقوات الدعم السريع السودانية التي قادت حملة القمع ضد المتظاهرين. وحاولت الإمارات نفي هذه الاتهامات بشكل غير مباشر، عبر تأكيدها عدم مؤازرتها طرفاً ضد آخر.

ووافق قادة حركة الاحتجاج في السودان، اليوم، على إنهاء العصيان المدني الذي بدأوه بعد فض اعتصام للمحتجين في شكل دموي واستئناف المفاوضات مع المجلس العسكري الحاكم، وفق ما أعلن وسيط اثيوبي.

وقال الوسيط محمود درير، في تصريح صحفي: “وافق تحالف الحرية والتغيير على إنهاء العصيان المدني اعتبارا من اليوم”، مضيفا أن “الجانبين وافقا أيضا على استئناف المفاوضات قريبا” في شأن نقل السلطة إلى حكومة مدنية.

وقبيل إعلان تعليق العصيان، كانت معظم المحلات التجارية في الخرطوم مغلقة، ولازم معظم السكان منازلهم، في اليوم الثالث للعصيان المدني.

وذكرت تقارير أن عودة المفاوضات بين قوى المعارضة والمجلس العسكري، وكذلك الوساطة الاثيوبية وتراجع التأييد المباشر للمجلس العسكري من قبل دول خليجية، كل ذلك جاء بضغط من الولايات المتحدة التي أعلنت، أمس الاثنين، أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون إفريقيا، تيبور ناج، سيزور السودان للضغط على المجلس العسكري الحاكم لوقف عملياته الأمنية “الدامية”.

وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية، سيناقش المسؤول الأمريكي أيضاً “فرص التوصل لحل سياسي في السودان” خلال زيارة إلى أديس أبابا.