هجوم سيناء يفتح باب البحث عن خارطة توزع الخلايا النائمة في مصر ومدى خطورتها
القاهرة – محمد أبوزيد – NPA
انتشار المجموعات المسلحة في مصر والتي تصفها الحكومة بــ”الإرهابية، جعل خبراء ومحللين ومراكز رصد في البلاد يعملون على البحث في خارطة توزع هذه المجموعات، والبحث عن مدى خطورة كل مجموعة ومواطن قوتها وضعفها، وذلك عقب الهجوم الذي شنه محسلون الأربعاء، على حاجز في محافظة شمال سيناء في مصر، والذي تبناه لاحقاً تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وأدى إلى مقتل ثمانية عناصر من القوات الحكومية.
وَجهَين
يقول الخبير والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، خالد الزعفراني ، وهو مدير مركز مراجعات الإسلام السياسي، لـ”نورث برس” من العاصمة المصرية “القاهرة”، إنه “يجب التفرقة بين العناصر الإرهابية المتواجدة في شمال سيناء، وتلك المتواجدة في القاهرة (العاصمة) والوجهين القبلي والبحري وباقي المحافظات التي تشهد بعض الخلايا الإرهابية الضعيفة والمتناثرة والتي تعتبر فريسة سهلة للأمن المصري”.

خالد الزعفراني – مدير مركز مراجعات الإسلام السياسي
تراجع وانهيار
ويركز على أنه “في البداية، إذا أردنا المقارنة بين الوضع الآن وقبل سنوات فيما يتعلق بتواجد تلك التنظيمات والعناصر الإرهابية، فالوضع مختلف تماماً؛ على اعتبار أن هناك تراجعاً وانهياراً واضحاً للإرهاب في مصر خلال السنوات الأخيرة، سواء في سيناء أو باقي المحافظات، على وقع الضربات الأمنية القوية وعمليات مكافحة الإرهاب التي نجحت فيها السلطات المصرية بصورة كبيرة جداً.. وما يحدث الآن هي عمليات خاطفة من آن لآخر في شمال سيناء”.
ارتباط جزئي
وأوضح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن “العناصر والمجموعات الإرهابية المسلحة المتواجدة في سيناء هي مجموعات تابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس، والذي تعود جذور نشأته إلى عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك (قبل ثورة 25 يناير 2011 في مصر)، وقد أقر تنظيم أنصار بيت المقدس بمبايعة تنظيم داعش في تموز/ يوليو 2014، وأطلق على نفسه تنظيم ولاية سيناء.. لكنّ ذلك التنظيم يظل ارتباطه بداعش ارتباطاً جزئياً ويتحرك بصورة مستقلة نسبياً، ويقوم بعمليات خاطفة من آن لآخر”.
تحجيم
ويتابع خالد الزعفراني: “يستفيد التنظيم –الذي تعرض لضربات قاصمة أفقدته قوامه الرئيسي ولم يتبق سوى خلايا نائمة في شمال سيناء- من خبراته السابقة التي شكلها منذ بداياته وإرهاصات تشكيله في عهد مبارك وحتى السنوات التالية التي شهدت نشاطاً واسعاً له قبل أن يتم تحجيمه إلى حد كبير جداً وإلحاق الهزيمة به (..) التنظيم يستفيد بشكل رئيسي من تمرسه على تضاريس سيناء الصعبة واستغلاله لها، وينفذ عملياته في هذا الإطار”.
قنوات داعمة
وعن مواطن قوة تلك العناصر على رغم ما لحق بها من خسائر، يقول الزعفراني، إنه “بخلاف تمرس العناصر الإرهابية في سيناء على تضاريس سيناء الصعبة، فإنهم لا يزالون يستفيدون من الدعم الآتي لهم من البَحرَين الأحمر والمتوسط، ومن الأنفاق التي تم تدمير غالبيتها على مدار السنوات الماضية، يتمثل ذلك الدعم في جانب مادي وأسلحة وأمور لوجستية أخرى، ويقوم التنظيم بناءً عليه بعمليات خاطفة مثل العملية الأخيرة التي استهدفت حاجزاً أمنياً في شمال سيناء”.
خلايا ضعيفة
أما عن العناصر أو الخلايا المسلحةالأخرى في باقي المحافظات المصرية بخلاف شمال سيناء، فيشير مدير مركز مراجعات الإسلام السياسي، في معرض تصريحاته لـ”نورث برس” من القاهرة، إلى أن تلك العناصر المرتبطة بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) والمتواجدة في الوجهين القبلي والبحري والمنتشرة في بعض المحافظات المصرية “يظل ارتباطها بالتنظيم ارتباطاً محدوداً من خلال التواصل عبر الإنترنت أو تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة (..) هي خلايا داعشية ضعيفة جداً وتأثيرها محدود وترتبط بالتنظيم عن طريق الشبكة العنكبوتية”.
خطورة
وعن مدى خطورة تلك الخلايا المرتبطة بالتنظيم الداعشي، يفيد الزعفراني بأن تلك الخلايا خطورتها مثل أي خلايا أخرى موجودة في أوروبا أو أي دولة أخرى، قد تقوم بعمليات محدودة أو خاطفة، لكنها ضعيفة للغاية وتحاول أن تتحين الفرصة لتنفيذ تلك العمليات، لكنّ “الأمنا لمصري لديه من الكفاءة ما يكفي لأن يتمكن من الكشف عن تلك الخلايا وتفكيكها سريعاً”.
ومن ثمّ فالمشكلة الأكبر تظل في شمال سيناء، التي تشهد عمليات عسكرية مستمرة تستهدف الخلايا المرتبطة بتنظيم “الدولة” والمجموعات المسلحة المختلفة، طبقاً للباحث المصري خالد الزعفراني..