رسائل ملتهبة بين حزب الله وإسرائيل حول “الصواريخ الدقيقة” المنقولة من سوريا

بيروت ـ ليال خروبي ـ NPA
عادت “صواريخ حزب الله” الدقيقة إلى التداول الإعلامي والسياسي بعد الخطاب التصعيدي لأمين عام حزب الله حسن نصرالله، يوم الجمعة الماضي، حين هدّد الأمريكيين بتأسيس مصنع لهذه الصواريخ في لبنان إذا استمروا بالسؤال عنها، وذلك في معرض نفيه لوجود المصانع وتأكيده امتلاك الصواريخ نفسها.
وتتمثل حساسية هذه الصواريخ في كون الإسرائيليين قد حدودها مسبقا “كخط أحمر” ينذر تجاوزه بتصعيد ساخن بين الطرفين، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان أول من استخدم مصطلح الصواريخ “الدقيقة” في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما أعلن أن “حزب الله يمتلك بضع عشرات من الصواريخ الدقيقة التوجيه لأنه أغلق مصانع لإنتاج هذه الصواريخ بعد أن كشفتها إسرائيل في أيلول العام الماضي.
أما عن خلفيات تصعيد نصرالله الأخير فقد نقلت صحيفة “الحياة” اللندنية اليوم الأحد عن مصدر سياسي أن نصرالله تبلغ رسالة من مسؤولين لبنانيين مفادها أن قواعد الصواريخ الدقيقة التي نقلت من سوريا إلى لبنان لمصلحة الحزب باتت معروفة ومكشوفة لدى الإسرائيليين، وأن مساعد وزير الخارجية الأمريكية ديفيد ساترفيلد هو الذي نقل هذه المعطيات إلى المسؤولين اللبنانيين في آخر زيارة له الأسبوع الفائت إلى بيروت في إطار مهمة الوساطة التي وافقت واشنطن على القيام بها من أجل التوصل إلى توافق حول ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل، وبرعاية الأمم المتحدة. 
وفي حين وضع نصرالله هذا الملف في سلة واحدة مع ملف ترسيم الحدود حين قال:” الولايات المتحدة تأتي لاستغلال المفاوضات حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، من أجل معالجة ملف جانبي، لمصلحة إسرائيل، وهي عجزت عن معالجته على مدى سنوات” أوضح المصدر اللبناني لصحيفة “الحياة” أن ساترفيلد لم يربط بين المسألتين.
دفعٌ للحرب أم للسلام؟
الخبير العسكري أمين حطيط وصف ما ورد في الصحيفة “بغير الدقيق” مؤكدا في الوقت عينه لـ”نورث برس” أنه “إذا كان كل من الإنذار والخرائط صحيحا فليس لهما قيمة على الإطلاق لأن حزب الله لا يجمع صواريخه في نقطة محددة والإسرائيليون يعرفون ردة الفعل التي ستحصل في حال شنوا ضربة عسكرية”.
ولفت حطيط، إلى أن “موضوع الصواريخ في الأساس غير مطروح في مفاوضات ترسيم الحدود لكن ساترفيلد طرحه كجزء منها وهو ما رفضه نصر الله في خطابه الأخير، وأي مفاوضات تشتمل على الصواريخ ستكون محكومة بالفشل”.
كما شدد حطيط، على وجود ما وصفه بالمناورة الإسرائيلية الخادعة لجر لبنان إلى مفاوضات عسكرية وأمنية وسياسية تنتهي باتفاق سلام “مذل” كما حصل سابقا في الثمانينات من القرن الماضي.
لكنّ المحلل الاستراتيجي خليل الحلو، يرى في حديثه لـ”نورث برس” أن “تصعيد نصرالله الأخير جاء في سياق شد عصب جمهوره في ظل التراجع الإيراني بالمنطقة والاحتمالات القائمة بأن يكون لبنان جزءاً من ساحات التصعيد الإيراني – الأمريكي”.
ورجّح الحلو أن تكون الصواريخ الدقيقة التي نقلها حزب الله من سوريا إلى لبنان “من جيل الصاروخ الإيراني (فاتح 110) وهي صواريخ لديها فرص عالية لإصابة الأهداف حيث يمكن تصحيح مسارها بالتحكم عن بعد في الجو وبعد عملية الإطلاق”.
وبحسب الحلو:” استراتيجية إسرائيل دائما كانت استباقية ما عدا حرب العام ثلاثة وسبعين، حيث تشن ضربات عسكرية استباقا لهجمات محتملة وتفاديا لوقوع أسحلة غير مرغوبة بيد أعدائها، وهو ما اتبعته خلال السنوات الماضية حيث بلغ عدد الهجمات في سوريا على مواقع تابعة لإيران وحزب الله حوال المئتين”.