السريانية.. لغة رسمية للإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا و”طقسية” لدى حكومة دمشق

 قامشلي- ريم شمعون – NPA
تعتمد الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا اللغة السريانية لغة رسمية في مناطق سيطرتها إلى جانب الكردية والعربية في حين تتعامل حكومة دمشق مع اللغة السريانية كونها "لغة طقسية فقط" حسب كبرئيل موشي، عضو ومؤسس سابق في رابطة نصيبين للأدباء السريان.
وتعد السريانية إحدى أقدم لغات العالم، وهي امتداد ووريث اللغة الآكادية البابلية القديمة وأيضاً اللغة الآرامية القديمة، وتمتلك هذه اللغة أبجدية تعتبر من أقدم الأبجديات الموجودة في العالم.
تاريخها
تعود اللغة للألف الأول قبل الميلاد وانتشرت في بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين وصولاً لبلاد فارس ومصر، كما عُثر على الكثير من الأدلة التاريخية التي تشير إلى قِدم هذه اللغة.
يقول مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية غابرئيل موشي أن هناك الكثير من دول العالم والجامعات الكبيرة مثل أكسفورد وكامبريدج وجامعة الأزهر والقاهرة وغيرها، تهتم بدراسة وتعليم اللغة السريانية إلى جانب اليونانية والعبرية من أجل فهم الكثير من الحقائق القديمة سواء كانت تاريخية أو دينية أو لاهوتية.
مبيناً أن من يتعلمها بشكل خاص هم المهتمون بأمور التاريخ والتنقيب والآثار؛ "لأن الكثير من الوثائق والمخطوطات كتبت بهذه اللغات".
مساعي للحفاظ عليها
أوضح موشى أن أكبر تجمع للناطقين باللغة السريانية بلهجتيها الشرقية والغربية موجود في الجزيرة السورية والقامشلي على وجه التحديد، وقد سعت الكنيسة للحفاظ على اللغة السريانية من خلال الدورات التي كانت تقيمها صيفاً وعبر مدارس الأحد، بتلقينها وتعليمها للأطفال الصغار لتأدية الصلوات والطقوس الدينية.
 وإن السبب الرئيسي لموافقة الحكومة السورية على تدريس وتعليم هذه اللغة ضمن المدارس الخاصة التابعة للكنيسة؛ جاءت لكونها طقسية فقط، حسب قوله.
ومؤخراً أصدرت رابطة نصيبين للأدباء السريان مناهج متطورة وحديثة تم تعميمها على المدارس السريانية التابعة للكنائس لتعليمها، الأمر الذي ساهم بانتشار وتعليم اللغة السريانية الفصحى بشكل أكبر.
أما بالنسبة للغة المحكية فبين موشي أن للأغاني والفلكلور السرياني فضلٌ كبير في انتشارها واستمرارها.
وفي الوقت الحالي ومع تطور التكنلوجيا الحديثة أشار كبرئيل موشي، للطرق الجديدة التي بدأت تتبناها بعض المؤسسات برعاية وتعليم اللغة السريانية من خلال تطبيقات خاصة بالأجهزة الذكية، حيث أخذت الجالية السريانية الآشورية في المهجر باستخدامها لتعليم أولادها لغتهم الأم.
مناهج التدريس
يقول المهندس جالينوس عيسى المدير المشارك لمؤسسة (اولف تاو) لإعداد وتخريج معلمي اللغة السريانية، وإعداد مناهج اللغة السريانية، بأنهم انتهوا مؤخراً من إعداد وتأليف كتب المناهج للمرحلة الابتدائية والإعدادية باللغة السريانية، ويتم حالياً العمل على النسخة الجديدة المعدلة.
ويبيّن أن الهدف من هذه المناهج أن يتعلم الطفل بلغته الأم للصفوف الثلاث الأولى، ثم تضاف مادة لغة ثانوية اعتباراً من الصف الرابع حتى البكلوريا.
وعن الفرق بين هذه المناهج ومناهج الحكومة السورية أوضح عيسى، أن الفرق هو أنهم يعرضون تاريخ السريان كما هو معروف وليس كما يريده الغير، "بتعريب السريان، واعتبارهم قبائل عربية من شبه الجزيرة العربية، كما هو مذكور في كتاب التاريخ في منهاج الحكومة السورية" حسب قوله .
وعن مدى تقبل الأهالي للمناهج التي يعدونها، أوضح عيسى، أن عدم تقبل شريحة من الشعب السرياني في القامشلي للمنهاج الذي يعدونه، يعود إلى ما تم الترويج له حول أنه منهاج بدون مستقبل، وليس هناك من سيعترف بالشهادة التي تمنح من دراسته.
يذكر أن مؤسسة (اولف تاو) بدأت بتدريب المعلمين وإعدادهم من جميع المكونات،  لتدريس المنهاج السرياني في المدارس التابعة للإدارة الذاتية منذ عام 2016، وتم تطبيق كتابين في المدارس الخاصة التابعة للكنيسة، وهما كتاب اللغة السريانية وكتاب الموسيقى، في العام الفائت.
و"لغة الرها" هي اللغة السريانية الفصحى والمعتمدة في كل الكنائس المشرقية. أما اللهجات المحلية فهي متعددة ومنها، لهجة "طور عابدين" وتُسمى اللهجة الغربية، أما اللهجة الشرقية فتُسمى "السُوْرَث" ويتكلم بها أبناء منطقة الخابور وأبناء العراق في سهل نينوى. أما الأبجدية السريانية  فتتكون من/22/ حرفاً؛ ولكن لها /28/ صوت.