الكويت ـ NPA
تباينت لهجة قمة منظمة التعاون الإسلامي، أمس، عن القمتين الخليجية والعربية، اللتان عقدتا قبلها بيوم، بخصوص عدد من الملفات، وعلى رأسها إيران.
إذْ أن كلمات القادة في القمة الإسلامية، وكذلك البيان الختامي الذي تضمن 101 بنداً، لم تتطرق إلى إيران بشكل مباشر، أو غير مباشر، عدا مرة واحدة، في كلمة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي تحدث عن تعرض محطتي ضخ للنفطِ في المملكةِ “لعملياتٍ إرهابية عبر طائراتٍ بدون طيار من قبل مليشياتٍ إرهابية مدعومةٍ من إيران”.
توافق في بيانات القمم
ومقارنة بين بيانات وكلمات القادة في القمم الثلاث، (الخليجية والعربية والإسلامية)، يتضح أن اللهجة تجاه إيران تراجعت تدريجياً، حتى تلاشت تماما في القمة الإسلامية بسبب وجود دول عديدة ترفض الخطاب السعودي الحاد تجاه طهران.
بالتالي فإن التوافق على البيان الختامي يستدعي استخدام لهجة توافقية، إلى درجة أنّ البند الخاص بإدانة “الهجوم الحوثي” على محطتي ضخ البترول في السعودية لم يشر إلى جماعة الحوثي بالاسم، بل اكتفى بإدانة “الاعتداء الإرهابي على محطات الضخ البترولية بمدينتي الدوادمي وعفيف في المملكة العربية السعودية والذي يستهدف مصالح الدول وإمدادات النفط العالمية.
وأعرب عن كامل تضامنه مــــــع المملكــــة العــــربية السعوديــــة ودعمه اللامحدود لجميع الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها القومي وإمدادات النفط. كما يدعو المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته للحفاظ على السلم والأمن في المنطقة”.
غير أن العديد من الملفات حظيت بالإجماع التام بين جميع الدول، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
واستثمرت الدول الرافضة لما يسمى “صفقة القرن” المؤتمر من أجل حشد الدعم ضد هذه الصفقة وكل ما يرتبط بها، وهو ما شكّل، في العمق، نقطة لصالح محور جديد يتشكل بخصوص القضية الفلسطينية، ويضم السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس وإيران والأردن وقطر وباكستان. وتعمل هذه الجهات على كشف ما يسمونه “مؤامرات” صفقة القرن على القضية الفلسطينية.
بيان القمة الإسلامية
وفي البيان الختامي للقمة الإسلامية، شدّد قادة الدول الإسلاميّة على أنّ “أيّ مقترح يُقدَّم من أيّ طرف كان لا يتبنّى الحقوق الفلسطينية ولا يتّسق مع المرجعيّات الدولية المتّفق عليها والتي تقوم عليها عمليّة السلام في الشرق الأوسط، مرفوض”، داعين إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلّتها بعد عام 1967 والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية، اليوم السبت، أن قرارات القمتين العربية والإسلامية “انتصار للموقف الفلسطيني ورسالة واضحة للإدارة الأمريكية، وشكلتا انتصارا للموقف الفلسطيني الثابت والواضح في وجه كل المؤامرات والمحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية”.
وجاءت مواقف الدول الإسلاميّة قبل الكشف عن خطّة السلام الأمريكيّة “صفقة القرن”. ويُتوقّع أن تطرح الولايات المتحدة الجوانب الاقتصاديّة لخطة السلام هذه، خلال مؤتمر في البحرين يومي 25 و26 حزيران/يونيو المقبل. وأعلن المسؤولون الفلسطينيون مقاطعة المؤتمر.
وكان المحور الرافض لـ”صفقة القرن” هيأ حملة كبيرة من أجل إحباط محاولات التسويق للصفقة. فقد أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، اليوم السبت، أن المقاومة ستجعل من صفقة القرن “إفلاس القرن”، معرباً عن أسفه لما أسماه “تماشي دول في منطقة الخليج مع ذلك المشروع”.
وتزامناً مع انعقاد القمة، قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب متلفز: “واجبنا هو مواجهة صفقة القرن “.
وأضاف: “أمريكا وإسرائيل ومعها أنظمة في المنطقة يعملون لتنفيذ هذه الصفقة، بينما يوجد محور يرفضها ويواجهها وهناك صراع بينهما، ولذلك يجب أن يكون لدينا كل الوضوح والأمل والبصيرة بأننا نستطيع أن نمنع هذه الجريمة التاريخية أن تتحقق على أرضننا ومنطقتنا”.
وبقدر ما كانت القمة الخليجية نجاحاً للدبلوماسية السعودية، فإن القمة الإسلامية كانت متوافقة مع الرؤية الإيرانية، بخصوص القضية الفلسطينية، وملفات أخرى، كما نجحت في إزالة أي اتهام يشير إلى إيران بخصوص التدخلات في المنطقة، وهو ما تحاول السعودية تعميمه، من خلال الخطاب الإعلامي المتكرر بـ”الدعم الإيراني للميليشيات والتنظيمات الإرهابية”.