نشاط ثقافي مسرحي في اللاذقية مع بدء موسم الصيف السياحي

اللاذقية – عليسة أحمد – NPA
تشهد محافظة اللاذقية لهذا العام بداية انتعاش ونهوض بقطاع السياحة تزامن مع النشوة الثقافية التي بدأت تتحسسها المدينة بسكانها وزوارها ما يدل على عودة الروح الفنية للمدينة.
عدة فعاليات ثقافية على درجة هامة من الثقافة تعيشها مدينة اللاذقية تجمعها مع السياحة جنباً إلى جنب، وتتوج هذا الشهر بعروض ثقافية ومسرحية أهمها العرض المسرحي “تصحيح ألوان” الذي يزور مدينة السياحة قادماً من دمشق لمدة ثلاثة أيام.
وهو العرض المسرحي الذي أنتجته وزارة الثقافة قسم مديرية المسارح والموسيقى، وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج المسرحي الدورة العشرون عام 2018 ، وحصد جائزتيْ أفضل نص وأفضل ممثل أداء رجالي. عرض في اللاذقية بعد عرضه في عدة محافظات.
مجد أحمد، أحد المسؤولين في المسرح القومي في مدينة اللاذقية تحدث لـ “نورث برس” عن دور المسرح في تنشيط الحركة الثقافية بالمحافظة، فرغم سنوات الحرب كانت اللاذقية المحافظة الوحيدة التي لم يتوقف فيها تقديم العروض المسرحية.
وأكد “سنستمر بفعالياتنا طالما هناك من يريد أن يشاهد”، كما أشاد مجد بحكم عمله كمخرج بجمهور المسرح القومي الذي يبقى وفياً لأي عرض جيد لآخر لحظة فيه “لأنه جمهور نوعي قادر على تمييز العمل الجيد عن سواه من الأعمال”.
منال العجمي، أحد الحاضرين، وصفت لـ”نورث برس” العرض بالممتع والشيق، ويدفع بالمشاهد إلى التفكير بإيجابية الأمر الذي بات مفقوداً في أغلبية الأنواع الفنية التي تقدم للجمهور السوري، بحسب رأيها.
وتقول ريم السعدي، التي تزور اللاذقية بغرض السياحة البحرية والاطلاع على كل معالمها الأثرية والحضارية، أنها لم تتوانى عن حضور العرض المسرحي عندما علمت به وأنها تحب أن تضيف لسجل ذكرياتها هذه التفاصيل الجميلة التي عاشتها في مدينة تجمع السياحة والفن والحب والأمان جنباً إلى جنب في تآلف قلَّ نظيره.
بينما عبّر جمال أسرب، ابن اللاذقية والمغترب في الخارج، عن سعادته عندما دعاه أحد أصدقائه لحضور العرض لاستغلال كل لحظة بزيارته القصيرة للمدينة ليعيش كل تفصيل يعيد له ذكرياته ومراهقته التي قضاها بين أروقة المسرح.
أما علي الحجي، خريج جامعي ومدرّس، لم يخف إعجابه بالمؤثرات المرافقة للعرض من إضاءة وديكور، واعتبرها محاكاة لتقنيات المسرح العالمي كما أشاد بالإخراج الجيد الذي يقبض على كل مراحل العمل.
مؤلف ومخرج العمل سامر اسماعيل، عبّر لـ”نورث برس” عن معنى أن تحط مسيرة عرضه المسرحي “تصحيح ألوان” في اللاذقية بعد جولتها العربية وحصدها عدة جوائز وعرضها في المحافظات.
واعتبر أن الجائزة الكبرى هي لقاء الجمهور وهو العلامة الفارقة في تجربة الفنان المسرحي، مشيرا إلى أن المسرح القومي في اللاذقية عاصمة للثقافة السورية، كان له حضوره منذ أربعينيات القرن الماضي وهو تاريخ تأسيسه.
ويختتم سامر حديثه عن هذه التجربة التي حملت له معنى خاص باختتام عرض عمله في اللاذقية معتبراً أن تقديم “تصحيح ألوان” على مسرح “أسعد فضة” هو تتمة لمسيرة عشرات المثقفين والمبدعين السوريين الذين عملوا في الحرب دون توقف منجزين حوارهم  بعيداً عن منصات السياسة، مثيرين نقاشات حارة وضرورية بعيداً عن ثقافة الكراهية والعنف.
هكذا الثقافة حالها كحال السياحة والأمان، ولم يغب عن مدينة اللاذقية التي امتزجت على شواطئها وعلى مسارحها وبين مراكزها الثقافية كل معاني الحب والرغبة بالاستمرار والبقاء كمثال حي وباقي على أن سوريا ترفض الرضوخ للحرب.