الكاتبة السورية واحة الراهب توقع روايتها الجديدة في بيروت

بيروت – ليال خرّوبي – NPA
وقّعت الكاتبة والممثلة والمخرجة السورية واحة الراهب روايتها الثانية “الجنون طليقاً” أمسِ الخميس في مكتبة أنطوان بمنطقة فردان بالعاصمة اللّبنانية بيروت.
الروايةُ تحشرُ الحرب السورية في مستشفى للأمراض العقليّة، فتصبحُ المستشفى ساحتها، ونزلاؤها هم أبطال القصّة ضمن سردية نفسية إجتماعية سياسية بوليسيّة.
يطلقُ عنانُ الجنونِ إذاً في تلك المستشفى التي يضطرُ فريقٌ سينمائي لاتخاذها مقرّ إقامة بعد تعرضهم للحصار نتيجة المعارك العسكرية، ويخوضُ الفريقُ حربهُ الخاصة في الداخل، حربُ البحثِ عن مجرمٍ يرتكبُ جريمةً تلوَ أخرى، فيما ينبري بعضهم لتطويع سيناريو الفيلم مع مجريات الأحداث، إلى أن يغلب الواقعُ الخيال، ويصير الرافدّ الأساسيّ للسيناريو.
وعن اختيار المكان والزمان والشخصيات تقول الراهب لنورث برس:” الحربُ تضيّعُ الفرق بين العقل والجنون، والحرب السورية وضعت السوريين جميعاً في تابوتٍ هو أشبه بمصحّة نفسيّة، والرواية تدخلُ في العوالم الداخليّة لكل شخصية وتبرز كل منافذها السلبية منها والايجابية في ظلّ الجنون المستعر”.
وحول تبنيها للسوداوية المطلقة كسردية وحيدة لتوصيف الواقع السوري تعلّق الراهب “نحنُ مقيّدون بالأمل دائماً ونقيضُ الأمل الموت المحكم، لكنّ الفنّ ليس من واجبه تقديم الحلول، بل لا يحق له مصادرة رأي الجمهور وفرض وجهة نظر وحيدة عليه، بل إن دور الفنّ يكمن في خلقِ ومضات تضيء مكامنّ الخلل وتضع الإصبع على الجرح”.
وفيما إذا كانت الرواية ستصلُ للقارئ في سوريا تقول الراهب “حتّى الساعة لا يوجد حديث عن منع الرواية في سوريا، ولكن واحة الراهب ممنوعة بالمطلق في سوريا ومحاربة منذ العام 2005، الا أن وجود الانترنت اليوم يتيح للقارئ تصفح ما يريد، كما أنّ الانتشار السوري الكبير في الخارج يسهّل عمليّة وصولها إلى القارئ السوري”.
وتحمل واحة الراهب إجازة في الفنون الجميلة من جامعة دمشق، ودبلوم دراسات عليا في السينما من جامعة باريس الثامنة. حازت جوائز عديدة في المجال السينمائي والدرامي، حيث مثّلت وأخرجت وكتبت سيناريوهات أفلام ومسلسلات عديدة.
وصدرت روايتها الأولى عام 2017 بعنوان “مذكّرات روح منحوسة”، شكلت الحرب السورية فيها أيضاً منطلقاً زمانياّ ومكانياّ للأحداث.