الشمال السوري ـ نورث برس
أفادت مصادر محلية من مدينة "عفرين" بريف حلب الشمالي الغربي والخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المسلحة، عن حالة من التكتم الشديد تجاه التطورات الأخيرة المتعلقة بإصابة جنود أتراك وعدد من المدنيين بفيروس "كورونا".
وقال مصدر خاص (س. أ) لـ "نورث برس"، إن "النشطاء في المنطقة وعدد من الفعاليات المدنية طالبت المشفى العسكري بإصدار بيان يوضح فيه تطورات الإصابات وأوضاعهم، إلا أنه رفض ذلك ولم يصرح حتى اليوم بأي شيء".
وأشار المصدر إلى أن "الجنود الأتراك المصابين تمت إحالتهم إلى الداخل التركي لتلقي العلاج، في حين لم تتخذ في المنطقة أي تدابير صحية وقائية عقب تلك الحادثة".
ومنذ تسريب التفاصيل عن الإصابات بالفيروس في "عفرين" إلا أن وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة لم تنفي ولم تؤكد ذلك حسب ما نقلت مصادر خاصة لـ "نورث برس"، معتبرة أن "الحالات التركية أصبحت من شأن الجانب التركي بعد أن تم تشخيصهم في هاتاي وليس في سوريا"، معتذرة عن الإدلاء بأي تصريح بهذا الخصوص.
وقال الناشط الإعلامي "قيس أبو حسن" المتواجد في "عفرين" لـ"نورث برس"، إنه "بالفترة الأخيرة تم التداول بالشمال السوري المحرر عن إصابة عدة أشخاص بكورونا، وتمت إحالة هذه الحالات للمشافي ووضعها بالحجر الصحي وتم إرسال عينات وتحاليل منهم للمشافي التركية تحت إشراف مديرية الصحة التركية وجاءت النتائج كلها سلبية وسليمة".
وأضاف أنه "من فترة خمسة أيام تقريباً كان هناك خبر عن إصابة جنود أتراك بكورونا، وتمت إحالتهم للمشفى التركي العسكري بعفرين وتم إرسال تحاليل منهم إلى تركيا وكانت النتيجة إيجابية ويحملون الوباء".
وتابع أن "الجنود الأتراك يتبعون لوحدة (الكوماندوز التركية) الموجودة بعفرين، وهم من أول وصولهم إلى سوريا وقيادتهم بالوحدة كانت تشك بإصابتهم بالفيروس، فكانوا موضوعين داخل الحجر الصحي ضمن وحدتهم وكان يتم إرسال الطعام بطريقة وقائية جداً لهم".
وأشار إلى أنه "ومع الأسف عندما تم نقلهم من وحدتهم إلى المشفى العسكري للإسعاف تم ذلك بدون إجراءات وقائية، وتم وضعهم بالمشفى وفحصهم وأخذ عينات جديدة منهم دون أي إجراءات وتدابير احترازية أو حتى ارتداء اللباس الواقي الخاص بكورونا، وتمت إحالتهم مباشرة إلى تركيا".
وأوضح أنه "تم بعد ذلك حجر كل الأشخاص الذين كانوا على صلة أو مقربة من الجنود الأتراك وحتى سيارة الإسعاف التي قامت بنقلهم تم استدعاء الكادر وحجره وإجراء تحاليل، وحالياً هناك فوضى وتكتم بالمنطقة وحالة تكتم بالمشفى العسكري بعدما تم نقل الحالات إلى تركيا، وحتى أن الكادر الطبي للمشفى هو ضمن حجر صحي وحتى الآن لم يتم تبديل الطاقم الطبي بالمناوبات".
ويشتكي سكان "عفرين" من غياب أي إجراءات وتدابير وقائية من الفيروس حتى بعد الإعلان عن الإصابات، إذ ذكر "أبو حسن" أنه لا يوجد أي تدابير ضد "كورونا"، حتى أن الحواجز على مداخل المدينة لا تقوم بأي إجراءات صحية أو فحوصات نهائياً، محذرين من كارثة حقيقية ربما يكون الشمال السوري على موعد معها بسبب ذلك.
كما نقل "أبو حسن" شكاوى المهجرين من محافظات أخرى إلى "عفرين" من الوضع الإنساني إضافة للصحي، وقال إن "الوضع الإنساني للمهجرين في عفرين التي تؤوي /45/ ألف عائلة مهجرة من شتى أنحاء سوريا، مأساوي، وغالبيتهم يقيمون في مخيمات أو سكن عشوائي أو مباني على الهيكل أو حتى في منازل غير صالحة للسكن، وهذا الأمر يحتم على الجهات المختصة أو المشافي استحالة فرض حظر تجوال في المدينة بشكل كامل حتى لو انتشر الفيروس".
وحذر "أبو حسن" أن "المهجرين في حالة فقر مدقع، وفي حال لم يتم تقديم المساعدات للعوائل في منازلها بشكل يومي من المستحيل أنه بالإمكان حظر المدنيين في منازلهم بسبب كورونا".
وقبل عدة أيام كشفت مصادر خاصة لـ "نورث برس" من مدينة "عفرين" شمال غربي حلب، عن إصابة عدد من الجنود الأتراك والمدنيين بفيروس "كورونا".
وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، إنه "حسب ما ورد من المشفى العسكري في المدينة هناك عشر حالات، 6 منهم لجنود أتراك و أربع حالات لمدنيين سوريين من سكان المدينة".
يذكر أنه في 18 آذار/مارس 2018، أعلنت تركيا بالتعاون مع فصائل المعارضة المسلحة، بسط سيطرتها على منطقة "عفرين".