دقيقة صمت؛ مسلسل أم قنبلة صوتية أم منام!

دمشق – أحمد كنعان – NPA
أحدث مسلسل دَقيقة صمْت الذي كتبهُ سامر رضوان وأخرجَهُ شوقي الماجري ضجةً كبيرة منذ بدء عرضه في شهر رمضان الحالي.
واستهجن متابعو العمل “البناء الدرامي المفكك والأحداث غير المنطقية والشخصيات الهشة” معتبرين أنه “أقل من عادي” ولا يستحق كل هذه “الضجة.”
ورأى نقاد أن الحل الوحيد في قبول هذا “التفكك” أن تكون أحداث المسلسل مناماً لبطل العمل أمير ناصر.
الحل هذا المتمثل باستيقاظ بطل العمل من “منام فانتازي” واستمرار الأحداث “بفانتازيا مشابهة” اعتبره النقاد “مضحكاً للغاية ومنتهي الصلاحية منذ زمن بعيد”.
وكان كاتب المسلسل ظهر في لقاء على قناة الجديد التلفزيونية اللبنانية، مطلقاً تصريحات سياسية ومعتبراً نفسه خصماً للسلطة السياسية وصديق للشارع.
الكاتب رضوان تحدّث عن “معارك بينه وبين الحكومة السورية” الأمر الذي أثار ضجة كبيرة وردود أفعال متناقضة ومبالغ فيها.
 
إذ قام عضو مجلس الشعب السوري وليد درويش بإثارة الموضوع تحت قبة مجلس الشعب وهو بانتظار رد رسمي من وزارة الإعلام.
 
فيما حذر عضو البرلمان السوري خالد العبود قائلاً: “إنّني أحذّر وأدقّ ناقوس الخطر”، وأردف “أنا حقيقةً لم أرَ من هذا المسلسل أيّ حلقة أو لقطة على الإطلاق”. 
كذلك تحدثت نهلة عيسى وكيلة كلية الإعلام في جامعة دمشق، عن مسلسل دقيقة صمت واصفة إياه بـ “جزء من خراب فكري وبصري عام، يسود الشاشات العربية برمتها، والنفس الطائفي كان واضحاً في الحلقات الأخيرة منه”.
بينما ذهب جمهور العمل لأكثر من ذلك، وانقسم على نفسه فبعضهم طالب بـ “محاسبة الجميع حتى الممثلين”، فيما أطلق آخرون صفة “القداسة” على الكاتب.
ودفعت هذه الضجة الإعلامية جهة الإنتاج “الصباح وأرناؤوط”، لنشر بيان أكدت فيه على أن “إطار المسلسل درامي بحت” مؤكدة على أن توظيفه سياسياً “لا يعبر عن موقفها بأي شكل من الأشكال”.
وأضافت جهة الإنتاج “إن محاولة استخدام نجاح المسلسل من أجل تسجيل موقف هنا أو هناك مستهجن وغير مبرر”.
 
ووصف متابعو بيان وزارة الإعلام التابعة للحكومة السورية بـ “استفاقة تحت تأثير القنابل الصوتية التي أحدثها مسلسل دقيقة صمت”، فهي لم تحرك ساكناً إزاء تعرض الصحفيين للتوقيف والتضييق.
واتهمت وزارة الإعلام شركة الإنتاج بـ “عدم الالتزام بشروط الموافقة”، مشيرة لوجود “تغيّر جذري بمجريات الأحداث خلال الثلث الأخير من العمل”.
في حين أكد المتابعون أن “البيان قد صدر قبل عرض الثلث الأخير من العمل” فيما عادوا لوصف ردود الأفعال الرسمية وغير الرسمية على المسلسل بـ “حملة ضخمة مدروسة ومنظمة حققت نتائجها بمنح الأهمية لما لا أهمية له”.
وأضاف أحد المتابعين “هي حملة استباقية لصرف النظر عن الركاكة والسذاجة وخداع بصري مرفق بحركات بهلوانية مثل تصريح الكاتب حول معاركه مع النظام وكان الجمهور ضحية تلك القنابل الصوتية فهل سيكون النقاد الدراميون ضحايا أيضاً”.
ولدى اتصال “نورث برس” بكاتب العمل سامر رضوان اكتفى بالصمت ولم يقدم أي إجابة.