ضفاف نهر الفرات في الرقة تتحول إلى مكب للنفايات وسط مطالبات بالتدخل
زانا العلي – الرقة
تشهد ضفاف نهر الفرات في مدينة الرقة، وتحديداً في منطقة “بين الجسرين”، تحولاً مثيراً للقلق بعد أن أصبحت مكباً عشوائياً للنفايات، ما أثار استياء سكان المدينة الذين يقصدون المكان للتنزه هرباً من درجات الحرارة المرتفعة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
ويطالب سكان من المدينة بلدية الشعب بالتوجه إلى المكان وتنظيفه لأنه المكان الوحيد القريب من المدينة يقصده الناس في الصيف للسباحة والتنزه وسط ارتفاع في درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي في المدينة.
انتشار القمامة و”تقاعس” البلدية
يقول بهاء العبو (25 عاماً)، من سكان مدينة الرقة، شمالي سوريا، إن أطراف النهر تحولت إلى بيئة ملوثة بفعل انتشار القمامة في كل مكان.
ويضيف لنورث برس، أنه يوجد طريق وحيد يتجه إلى نهر الفرات عند الجسر الجديد، ومنذ بداية الطريق تنتشر القمامة على طرفيه، وتتكوم قناني البلاستيك بشكل واضح.
ويطالب “العبو” البلدية بالتحرك الفوري لإزالة النفايات وتنظيف المنطقة.
من جانبه، يصف خالد الوليد (45 عاماً) المشهد بعبارات صادمة، قائلاً: “لو كان هذا النهر في دولة أوروبية أو في أي دولة أخرى، لتحوّل إلى شاليهات ومرافق سياحية”.
ويضيف “الوليد” لنورث برس، “عندما تنزل من الطريق الرئيسي باتجاه الفرات، ترى القمامة أولاً، ثم تصل إلى النهر. لا نعرف من الذي يرمي النفايات، لكننا نعرف أن البلدية مسؤولة عن إزالتها”.

ويشير إلى أن ما يحدث يشوّه صورة المدينة، قائلاً: “المنظر ليس حضاريًا ولا يليق بالرقة وسكانها. كان من المفترض أن تتحول ضفاف الفرات إلى منطقة سياحية تجذب الزوار، لكن أي شخص من خارج الرقة سيغادر ولن يعود إن رأى هذا المشهد”.
ويطالب السكان البلدية بتحمل مسؤولياتها وتنظيف الطريق الوحيد المؤدي إلى النهر في تلك المنطقة.
تبرير رسمي.. من يرمي النفايات؟
في المقابل، توضح هالة العلي، رئيسة دائرة النظافة في بلدية الشعب بالرقة، لنورث برس، أن القمامة المرمية على أطراف الطريق المؤدي إلى الفرات، وخاصة عند الجسر الجديد (الرشيد)، مصدرها ليس السكان، بل المنشآت الترفيهية مثل الكافتيريات والمطاعم.
وتضيف متزعمة أن “حجم قناني البلاستيك الكبيرة يوضح أن النفايات تعود لأصحاب هذه المنشآت”, مشددة أن “من يُثبت تورطه سيتم مخالفته وفق الأنظمة المتبعة”.
وتشير “العلي” إلى أن البلدية ستقوم بحملة جديدة لتنظيف الطريق المؤدي إلى النهر، استجابةً لشكاوى السكان، رغم أن الدائرة سبق ونفذت حملة تنظيف في المكان ذاته، على حد قولها
وتبين مسؤولة النظافة في بلدية الرقة أن دائرة النظافة تعاني من نقص في الأيدي العاملة، إضافة إلى الأعطال المتكررة في الآليات المستخدمة في تنظيف المدينة.
وتقول إن لديهم نحو 68 آلية تشمل ضواغط قمامة وتراكسات وجرارات وسيارات متوسطة، إلا أن “أغلبها قديمة وتحتاج إلى صيانة مستمرة”.
وبين إلقاء المسؤولية على المنشآت السياحية وعجز البلدية، يضيع واحد من أهم المعالم الطبيعية في المدينة، ومع استمرار تردي أوضاع النظافة على ضفاف نهر الفرات في الرقة، تبقى المطالب الشعبية معلقة بانتظار تحرك جدي من الجهات المعنية لإنقاذ النهر قبل أن يفقد دوره كمكان للاحة والتنزه.