“تحت التعذيب”.. الشبكة السورية توثق مقتل أكثر من 45 ألفاً في سجون الأسد

دمشق – نورث برس

كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقريرها السنوي الصادر بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، عن وفاة الآلاف من المختفين قسراً داخل مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري السابق.

وجاءت هذه المعلومات استناداً إلى وثائق رسمية وشهادات ناجين وذوي الضحايا، خصوصاً بعد سقوط نظام بشار الأسد نهاية 2024، وما رافق ذلك من كشف سجلات سرية.

ووفق الشبكة فإن تلك السجلات تكشف عن ارتفاع حصيلة الضحايا، الذين قضوا تحت التعذيب، إلى 45 ألفاً و342 شخصاً منذ مارس/آذار 2011، بينهم 225 طفلاً و116 امرأة.

وأشار التقرير الذي صدر يوم أمس الخميس الذي صادف اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، إلى أن عام 2025 شهد طفرة كبيرة في توثيق الوفيات بسبب توفر آلاف الأدلة الرسمية والشهادات حول مصير المختفين قسراً، معظمها تعود للسنوات الأولى من الصراع.

كما لا يزال أكثر من 181 ألف شخص رهن الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى مختلف أطراف النزاع، أغلبهم احتُجزوا تعسفياً بسبب مشاركتهم في الحراك الشعبي، دون محاكمة عادلة أو ضمانات قانونية، بحسب تقرير الشبكة.

ويحمّل التقرير نظام بشار الأسد المسؤولية عن أكثر من 99% من حالات الوفاة تحت التعذيب، حيث وثقت الشبكة استخدام النظام أساليب قمعية ممنهجة داخل مراكز الاحتجاز التابعة للأجهزة الأمنية والسجون، وشملت التعذيب الجسدي والنفسي والعنف الجنسي وحرمان الضحايا من الغذاء والرعاية.

وأوضحت البيانات أن محافظات درعا وريف دمشق وحماة وحمص كانت الأكثر تضرراً.

وكان أحد الضباط الأمنيين المنشقين قد هرب ملفات تحوي عشرات آلاف الصور الملتقطة ما بين عامي 2011 و 2013 ، والتي تظهر أن ما لا يقل 6786 قد ماتوا في المعتقلات، حسب هيومن رايتس ووتش.

ودعت الشبكة الحكومة الانتقالية للاعتراف بهذه الجرائم والتحقيق فيها، وحماية الأدلة، وإطلاق برامج لجبر الضرر وتعزيز التعاون مع الهيئات الحقوقية، مشددة على ضرورة استقلال القضاء وفتح تحقيقات شفافة، مطالبة المجتمع الدولي بمواصلة دعم جهود التوثيق والمساءلة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا.

تحرير: خلف معو