كوباني.. تحسن وضع الكهرباء عقب توقف الأعمال القتالية حول سد تشرين
فتاح عيسى – كوباني
عادت الكهرباء إلى مدينة كوباني وريفها بشمالي سوريا، من سد تشرين بعد معاناة استمرت لأربعة أشهر من انقطاعها، ويأمل خليل شيخو وهو من سكان حي “بوطان شرقي” في مدينة كوباني، استمرار الوضع الحالي فيما يتعلق بخدمة توصيل الكهرباء.
ومع بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الفائت، وبعد السيطرة على منبج وانسحاب قوات سوريا الديمقراطية منها باتفاق أميركي، شنت فصائل سورية موالية لتركيا هجمات على سد تشرين الحيوي، ما أدى لخروجه عن الخدمة.
تحييد السد
يقول “شيخو” (31 عاماً) لنورث برس، إن مدينة كوباني عانت من انقطاع الكهرباء عنها لمدة أربعة أشهر، إلا أن وضع خدمة الكهرباء في المدينة تحسن بشكل جيد منذ نحو شهر.
وبعد اتفاقية آذار (مارس) بين قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي والرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع في دمشق، توقفت حدة الهجمات التركية والفصائل الموالية لها على سد تشرين، بعد تحييده في إطار إدارة مشتركة في خطوة تندرج ضمن اتفاق ثنائي يقضي بدمج مؤسسات الإدارة الذاتية في الدولة السورية.
ومطلع الشهر الجاري، أعلنت الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، إنهاء الاعتصام في سد تشرين وذلك بعد أكثر من مئة يوم من المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل مسلحة موالية لتركيا.
ويضيف شيخو أنهم كانوا يعتمدون على المولدات بالدرجة الأولى قبل عودة التيار الكهربائي، مشيراً إلى أنهم باتوا يشغلون البرادات للمحافظة على المواد الغذائية والمشروبات الغازية في محلاتهم.
ويتابع شيخو أن عودة التيار الكهربائي إلى المدينة عاد بالفائدة الكبيرة على السكان الذين باتوا يعتمدون على الكهرباء في الطبخ وغسل الملابس.
ويأمل شيخو أن يبقى وضع خدمة الكهرباء على ما هو عليه حالياً، إضافة إلى العمل على تحديد أسعار الكهرباء بما يتناسب مع وضعهم المعيشي.
خلال الفترة الماضية وبعد خروج سد تشرين عن الخدمة، اضطر السكان في مدينة كوباني وريفها إلى الاعتماد على تشغيل المولدات الصغيرة وشراء ألواح الطاقة الشمسية لتأمين الكهرباء، نتيجة عدم وجود نظام الأمبيرات في المدينة.
وكشفت نورث برس في نيسان/ أبريل الفائت، بنود في اتفاقية سد تشرين التي ضمت أنقرة ودمشق والقامشلي برعاية واشنطن، وكان أبرزها تحييد السد عن الأعمال القتالية.
آمال باستمرارية الكهرباء
تقول زوزان حمي (31 عاماً) وهي من سكان مدينة كوباني، إنهم عانوا كثيراً كنساء بشكل خاص وكسكان مدينة كوباني بشكل عام من انقطاع خدمة الكهرباء لأربعة أشهر بشكل متواصل.
وتضيف “حمي” أن انقطاع الكهرباء تسبب بانقطاع خدمة المياه أيضاً، وأن النساء كنا يضطررن لغسل الملابس يدوياً خلال تلك الفترة.
وأدى خروج سد تشرين عن الخدمة بعد تعرضه للتدمير في بعض أجزائه إلى انقطاع الكهرباء ومياه الشرب عن مدينة كوباني منذ نحو أربعة أشهر.
وترى حمي أن عودة الكهرباء حققت فوائد كثيرة للسكان من تشغيل الغطاسات وتوفير الإنارة وتشغيل البرادات للحفاظ على المواد الغذائية من التلف وتشغيل الغسالات، وخاصة مع قدوم فصل الصيف.
واضطر السكان في مدينة كوباني وريفها إلى شراء المياه من الصهاريج وحفر الآبار الارتوازية.
بدوره يقول محمد بوزان (55 عاماً) وهو من سكان حي بوطان غربي في مدينة كوباني، إن الوضع خلال الأربعة أشهر التي انقطعت فيها الكهرباء عن المدينة كان سيئاً وصعباً بالنسبة لجميع السكان وخاصة لمن لا يمتلكون نظام الطاقة الشمسية.
ويضيف “بوزان” أن بعض السكان كانوا يضطرون لتشغيل المولدات من أجل تأمين الكهرباء، ولكن كانوا يعانون من توفير مادة المازوت.
ويتابع أن وضع الكهرباء يعتبر جيداً منذ نحو 25 يوماً، مضيفاً أنه يتمنى أن يستمر هذا الوضع لديهم وأن تعود خدمة الكهرباء إلى كل سكان سوريا مع عودة الاستقرار في جميع المناطق.
ويذكر بوزان أن الكهرباء تصل إلى سكان مدينة كوباني على مدار 24 ساعة تقريباً، مع فترات انقطاع قليلة بسبب الأعطال.
ويشير بوزان إلى أن توفر الكهرباء وفر على السكان مصاريف الغاز، وأمنت الراحة للسكان.
يذكر أن أمل خزيم وهي الرئيسة المشاركة لهيئة الطاقة في شمال شرق سوريا، قالت في تصريحات إعلامية سابقة، إن الإدارة الذاتية اتفقت مع حكومة دمشق على تحييد سد تشرين عن العمليات العسكرية، وأي عمل يهدد السد من كافة الأطراف.
ويضمن الاتفاق تسهيل حركة موظفي السد للوصول إلى مواقع العمل بكافة الأوقات، وإتاحة الفرصة للخبراء من أجل الكشف على البنية المدنية لجسم السد من قبل مختصين بسبب ما تعرض له من أضرار في الأشهر الأخيرة.