حشود للقوات الحكومية بأرياف إدلب واللاذقية وسط توقعات باستئناف العمليات القتالية

 

نورث برس

 

في تطور لافت منذ توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا في إدلب السورية،  بدأت قوات الحكومة السورية باستقدام حشود عسكرية مدعومة بقوات إيرانية وروسية إلى ريفي إدلب الجنوبي واللاذقية الشرقي، وسط توقعات بعودة التصعيد العسكري إلى المنطقة.

 

حشود تركية

وكانت القوات التركية في المقابل قد استقدمت، صباح الثلاثاء، رتلاً عسكرياً مؤلف من /50/ آلية عسكرية ومدافع وناقلات جند إلى نقاط المراقبة التركية في مناطق بشمال غربي سوريا، عبر معبر كفرلوسين الحدودي بريف إدلب الشمالي.

 

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى ارتفاع عدد الآليات العسكرية التركية التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد، في السادس من آذار/مارس الجاري، لـ /1090/ آلية، بالإضافة لمئات الجنود.

 

توقعات بعودة القتال

 

وأفاد مراسل "نورث برس"  أن تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات الحكومة السورية مدعومة بقوات ايرانية وروسية وصلت إلى ريف ادلب الجنوبي وجبل الأكراد بريف اللاذقية، في المقابل كان هناك تحركات للقوات التركية بريف إدلب الشرقي من بلدة النيرب وحتى بلدة محمبل بالريف الغربي.

 

وأكدت مصادر لـ"نورث برس"  اعتراض فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، لمحاولة تقدم لقوات الحكومة السورية على قرية الفطيرة بجبل الزاوية عصر  الثلاثاء، لتشهد القرية عقب ذلك قصفاً مكثفاً بالمدفعية وراجمات الصواريخ من جانب القوات الحكومية.

 

و بحسب مصادر محلية فإن أوساط المعارضة تتوقع قريباً استئناف العمليات القتالية في محافظة إدلب، نظراً للتحشيد العسكري الكبير لقوات الحكومة السورية في الريف الجنوبي والشرقي للمحافظة، وتحركات القوات التركية في الريف الشرقي والغربي.

 

تحذير روسي

 

وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت في 15 آذار/مارس الجاري، بتسيير أول دورية مشتركة مع تركيا على جانب من طريق (M4) الدولي في منطقة إدلب لخفض التصعيد، لكنها ذكرت باختصار مسار الدورية المشتركة، بسبب استفزازات من قبل من وصفتهم بـ"تشكيلات إرهابية، غير خاضعة لتركيا".

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه "تم منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد "التنظيمات الإرهابية"، وضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق M4".

 

رد أمريكي

 

وكان جيمس جيفري المبعوث الأمريكي إلى سوريا قد عبر، أمس الاثنين على حسابه في موقع تويتر عن رفض الولايات المتحدة لتصريحات وزارة الدفاع الروسية  واصفا إياها بــ"الهزلية والبيانات الإعلامية" التي تدعي أن المظاهرات السلمية التي جرت أمس في إدلب ضد الدوريات العسكرية الروسية نظمت من قبل "إرهابيين يحاولون استخدام المدنيين كدرع بشري"، بحسب وصفه.

 

وكان القيادي في المعارضة المسلحة مصطفى سيجري قد قال على حسابه في موقع تويتر، إن حقيقية الموقف الدولي تجاه ادلب  هو دعم معنوي بعيدا عن أي إجراء ميداني، معتبراً أنه هناك محاولات لإضعاف الدبلوماسية التركية من جانب هيئة تحرير الشام.

 

و اتهم سيجري في منشور آخر، هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا" وقائدها أبو محمد الجولاني " بتقديم خدمات وظيفية للروس والإيرانيين وعرقلة الجهود التركية.

 

ويعتبر سيجري إلى جانب عدد من قيادات المعارضة العسكرية والسياسية للرافضين للاعتصام الذي نظمه الأهالي على الاوتستراد الدولي M4 بالقرب من مدينة أريحا، اعتراضاً على تسيير الدوريات الروسية والتركية.

 

الاعتصام مستمر

 

 وكانت صفحات معارضة قد تداولت اليوم صوراً تظهر قطع الطريق الدولي، وحفر خندق ورفع سواتر على الطريق، فيما لا يزال الاعتصام بدعم من عدد من فصائل المعارضة مستمراً وفقما أكدت مصادر لنورث برس.

 

وتداولت، أمس الاثنين صفحات معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي،  تسجيلاً مصوراً  لعدد من المقاتلين يعبرون فيه عن رفضهم للاتفاق التركي الروسي، متهمين خلاله القوات التركية "بالخيانة"، ومؤكدين رفضهم لمرور الدوريات الروسية – التركية المشتركة.

 

يذكر أن تركيا أعلنت في 13 آذار/مارس الجاري، التوقيع مع روسيا على بنود اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، من ضمنها إطلاق دوريات مشتركة وإنشاء مراكز تنسيق مشتركة بين الطرفين.