تراجع الثروة الحيوانية في كوباني نتيجة الجفاف وغلاء الأعلاف
فتاح عيسى – كوباني
يملك محمد حسن البرجس (32 عاماً) وهو مربي مواشي بريف كوباني، 60 رأساً من الغنم فقط، هذا العام، رغم أنه كأن يأمل أن يتجاوز عدد رؤوس الأغنام لديه المائة وخمسين رأساً هذا العام.
ويعمل البرجس في تربية المواشي منذ نحو 20 عاماً، ويعتبر العام الحالي هو الأسوأ بالنسبة لمربي المواشي في كوباني، بريف حلب، شمالي سوريا.
نقص وغلاء الأعلاف
يقول “البرجس”، لنورث برس، إن مربي المواشي تضرروا بشكل كبير هذا العام، بسبب عدم توفر الأعلاف وارتفاع أسعارها.
ويضيف إنه كان يشتري طن الشعير في العام الفائت بمائة وخمسين دولاراً فقط، بينما ارتفع سعرها هذا العام كثيراً وتجاوز 350 دولاراً للطن، وسط قلة الكميات المتوفرة في السوق المحلية.
ويتابع البرجس أن كميات الشعير قليلة في السوق، وأن مربي المواشي لا يستطيعون شراءه بالأسعار الحالية، ولذلك يضطرون لضمان أراضي زراعية كي لا تموت المواشي جوعاً.
ويبين أن مربي المواشي اضطروا إلى ضمان أراضي زراعية (شعير بعلي) مقابل مائة دولار لكل هكتار (10 دونم) من أجل تأمين الغذاء(الكلأ) للمواشي، رغم أن الهكتار لا يكفي ستين رأساً من الغنم سوى عشرة أيام، على حد قوله.
ويشير “البرجس” إلى نفوق الخراف الصغيرة هذا العام بسبب انتشار مرض بينها يسمى “العراقي” ما أدى لتدهور وتراجع الثروة الحيوانية في المنطقة.
تدني أسعار المواشي
يقول “البرجس” إنه في العام الفائت كان يبيع كل غنمة بمبلغ يتراوح بين 500 و600 دولاراً، بينما حالياً لا يتجاوز سعر الغنمة 200 دولاراً، لافتاً إلى أنهم مضطرين لبيعها من أجل شراء العلف لبقية المواشي.
ويضيف: “لولا نفوق الخراف الصغيرة لدي كنت سأملك الآن 150 رأساً من الغنم، لكن انتشار المرض تسبب بنفوقها (موتها)”.
من جهته يقول عبد المجيد محمد (39 عاماً) وهو مربي مواشي في ريف كوباني، إنه اضطر لبيع نحو أربعين رأساً من أغنامه المائة التي كان يملكها في العام الفائت كي يستطيع تأمين العلف لباقي الأغنام.

ويضيف أن للموسم الزراعي تأثير مباشر على أسعار المواشي (الأغنام)، حيث أن اسعارها ترتفع في حال كان الموسم الزراعي جيداً، وكميات الأمطار الهاطلة كافية، بينما تنخفض أسعار المواشي بشكل كبير في حال كان الموسم الزراعي سيئاً وكميات الأمطار قليلة.
ويشير إلى أن بعض المواشي تموت جوعاً عندما يكون الموسم الزراعي ضعيفاً، ولكن عندما يكون الموسم الزراعي جيداً، تنخفض أسعار العلف والشعير وترتفع أسعار المواشي.
ويذكر محمد أنه في العام الفائت كان سعر العلف رخيصاً وكان مربو المواشي يبيعون كل غنمة بسعر يتجاوز 500 دولاراً، حيث كان سعر طن الشعير مستقراً عند 150 دولاراً للطن، فيما سعر الغنمة الواحدة حالياً لا يتجاوز 200 دولاراً.
توقف التجارة
يقول عمر تمو (40 عاماً) وهو تاجر محاصيل زراعية في كوباني، إن سعر طن الشعير في العام الفائت كان يتراوح بين 170 و190 دولاراً، بينما يتراوح سعر طن الشعير هذا العام بين 340 و350 دولاراً للطن، لأن الموسم الحالي يعتبر سيئاً، حيث أن الجفاف وعدم هطول الأمطار أثر سلباً على كل المحاصيل الزراعية.
ويضيف: أن أغلب كميات الشعير لدى التجار تم تخزينها في منبج في العام الفائت، لأن سوق منبج التجاري يعتبر الأكبر وكان يتم فيه عمليات البيع والشراء بشكل أفضل، ومع إغلاق الطريق بين كوباني ومنبج، بسبب العمليات العسكرية، ارتفعت أسعار الشعير والعلف بشكل كبير.
ويصل سعر طن الشعير لدى التجار في كوباني حالياً إلى 350 دولاراً، كما أن الكميات المتوفرة في السوق المحلية تعتبر قليلة، لا تتجاوز ثلاثة إلى أربع أطنان لدى كل تاجر، بحسب “تمو”.
ويعتمد غالبية سكان الأرياف بمناطق شمال شرقي سوريا على الزراعة وتربية المواشي في حياتهم، حيث تعتبر مهنة متوارثة في المنطقة، فيما يطالب أصحاب المواشي بدعم الثروة الحيوانية من خلال توفير الأعلاف وفتح طرق التجارة لتصديرها.