رويترز: الأسد قبيل سقوطه هرّب أموالاً ووثائق حساسة إلى الإمارات
دمشق – نورث برس
قالت وكالة “رويترز” في تحقيق نُشر، الخميس، إن الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبيل سقوطه استخدم طائرة خاصة لتهريب أمواله ووثائق حساسة إلى الإمارات، أثناء اقتراب فصائل المعارضة من العاصمة دمشق.
واستندت الوكالة في تحقيقها إلى شهادات أكثر من عشرة مصادر، وقالت: “قام يسار إبراهيم، المستشار الاقتصادي الأبرز للأسد، بترتيب استئجار الطائرة لنقل مقتنيات الأسد الثمينة، وأقاربه، ومساعديه، وموظفين من القصر الرئاسي إلى الإمارات، على متن أربع رحلات”.
وبيّن التحقيق أنه، وفقاً لإشعارات العقوبات الأميركية، وخبراء في الاقتصاد السوري، ومصدر من داخل شبكة أعمال الأسد، فقد كان دور إبراهيم، الذي شغل منصب مدير المكتب المالي والاقتصادي في الرئاسة، جوهرياً في إنشاء شبكة من الكيانات التي استغلها الأسد للسيطرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري.
ونفذت طائرة من طراز “إمبراير ليجاسي 600” أربع رحلات متتالية إلى سوريا خلال 48 ساعة، قبيل سقوط النظام، بحسب مراجعة أجرتها “رويترز” لسجلات تتبّع الرحلات الجوية.
وأشارت الوكالة إلى أن آخر رحلة غادرت في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، من قاعدة حميميم الجوية العسكرية الروسية، حسبما أظهرت سجلات تتبّع الرحلات الجوية، وصورة التقطتها الأقمار الصناعية، إضافة إلى شهادة مصدر سابق في المخابرات الجوية كان على اطلاع مباشر على العملية.
ونقلت الطائرة حقائب سوداء غير موسومة، تحتوي على مبالغ نقدية لا تقل عن 500 ألف دولار، بالإضافة إلى وثائق، وأجهزة كمبيوتر محمولة، ومحركات أقراص صلبة تحوي معلومات استخباراتية مهمة، وفق ما جاء في تحقيق “رويترز”.
واطّلعت الوكالة على محادثات عبر تطبيق واتساب بين معاونين ليسار إبراهيم، إلى جانب بيانات تتبّع الرحلات الجوية، وصور أقمار صناعية، وسجلات ملكية شركات وطائرات في ثلاث قارات، لتجميع روايتها حول كيفية قيام أقرب مساعد للأسد بتنسيق المرور الآمن للطائرة.
وقال مسؤول كبير في الحكومة السورية الانتقالية للوكالة، إن الحكومة عازمة على استعادة أموال الشعب التي نُقلت إلى الخارج قبل سقوط الأسد، وذلك بهدف دعم الاقتصاد السوري.
ولم تتمكن رويترز من التأكد بشكل مستقل مما إذا كان الأسد قد أشرف شخصياً على عملية التهريب، غير أن عدّة مصادر مطّلعة على العملية أكدت أنها لم تكن لتتم دون موافقته.