عقب تفاهمات مع دمشق.. مطالبات بإعادة فتح طريق حيوي في الحسكة

دلسوز يوسف – الحسكة

بالقرب من الطريق الدولي (إم فور) في قرية الغيبش بريف بلدة تل تمر شمال الحسكة، يقضي الشاب قيس خلف معظم يومه جالساً داخل محله الخاص بغسيل السيارات بسبب ركود حركة العمل.

هذا الهدوء لم يعتاده الشاب العشريني كحال العشرات من أصحاب المحلات التجارية المنتشرة على جانبي الطريق قبل نحو أربع سنوات والذي كان يعد شرياناً حيوياً واقتصادياً هاماً بالنسبة لشريحة واسعة من السكان.

طريق دولي

يتحدث “خلف” من أمام محله طبيعة عمله قبل إغلاق الطريق، ويقول لـنورث برس: “الطريق كان يعج بالمارة فكانت حركة العمل جيدة بالنسبة لي ولجميع الأكشاك والمحلات المنتشرة على طول الطريق”.

ويضيف :”حالياً بالكاد نغسل سيارة أو اثنتين باليوم وأحياناً لا نعمل أيضاً”.

و منذ عام 2021، ونتيجة استمرار القصف التركي وفصائل موالية له، أغلق الطريق الدولي الذي يمتد من مدينة حلب وصولاً إلى الحدود العراقية.

ورغم مساعي القوات الروسية التي كانت ضامنة لوقف إطلاق النار عقب اجتياح القوات التركية للمنطقة أواخر عام 2019، بافتتاح الطريق أكثر من مرة، إلا أن هذه المساعي لم تكن تصمد طويلاً بسبب الخروقات.

ومع سقوط نظام الأسد وعقد اتفاقيات في عدة ملفات بين قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي والرئيس الانتقالي أحمد الشرع الشهر الفائت في دمشق، يأمل سكان محليون وأصحاب محلات تجارية بعودة الحركة مجدداً إلى الطريق.

مصدر رزق

نظراً لكون بلدة تل تمر تعتبر عقدة الطرق في الجزيرة السورية، شكلت العشرات من الأكشاك والمحلات المنتشرة على طرفي الطريق الدولي داخل البلدة وريفها، مصدر رزق للكثيرين يعيلون بها أسرهم.

وعلى الطرف الآخر من الطريق الدولي، يسترق رمضان داوود وهو مصلح للدراجات النارية نظرات إلى الطريق بينما أوصد أصحاب محلات بجواره لأبوابها بسبب ضعف العمل.

ويقول “داوود” لنورث برس: “بينما بالكاد نشاهد حركة ضئيلة لمرور السكان نحو القرى المجاورة فالطريق مغلق منذ 4 سنوات، قبلها كانت حركة العمل ممتازة بسبب كثرة الزبائن، لكن بعد إغلاقه أحياناً نبقى طيلة اليوم بلا عمل”.

ويؤكد الشاب الثلاثيني أيضاً، أن أهمية هذا الطريق كبيرة لأنه مصدر رزقهم، وافتتاحه سينشط وضع المنطقة الاقتصادي بشكل كبير.

ويتابع “حالياً أنا كمصلح للدراجات أحياناً أبحث عن قطعة للصيانة لا أجدها في محلات التبديل بسبب قطع الطريق وعدم وجود نقل، لذلك نريد هذا الطريق أن يفتتح ويتحسن وضع بلدنا نحو الأفضل”.

أعمال بديلة

يشير “داوود” لـنورث برس إلى أن قلة العمل أثر على وضعه المعيشي، مضيفاً: “لقد  أغلقت محلي لمدة شهرين قبل شهر رمضان الشهر الفائت، أحياناً أفكر بالرحيل من هذه المنطقة أو فتح المحل في مكان آخر لعدم وجود عمل هنا”.

ودفع إغلاق الطريق الدولي إلى إغلاق محلاتهم التجارية والبحث عن أعمال بديلة، فيما عمد آخرون السفر إلى الخارج نتيجة الظروف المعيشية الصعبة وقلة العمل.

وبالعودة إلى تل تمر، يتذكر عبدالكريم حيدر وهو صاحب محل للمواد الغذائية بالقرب من الطريق الحيوي، النهضة الاقتصادية جراء مرور الشاحنات والحافلات التي لم تكن تتوقف على ذلك الطريق.

ويشير “حيدر” إلى أن إغلاق الطريق أثر على حركة العمل بنسبة 80 بالمائة لينحصر العمل على السكان المحليين مما انعكس ذلك سلباً على الحالة المعيشية.

تحرير: خلف معو