“متأخر وغير ناجع”.. سكان في كوباني ينتقدون مشروع كهرباء الأمبيرات
كوباني – فتاح عيسى
يرى سكان من كوباني أن طرح الإدارة الذاتية لمشروع الأمبيرات من أجل تأمين خدمة الكهرباء حلاً غير ناجع في ظل هذه الظروف، حيث التهديدات التركية على المنطقة وارتفاع تكاليف المشروع وصعوبة تأمين مادة المازوت يدفع المستثمرين لصرف النظر عن الاستثمار في هذا المجال.
وفي العاشر من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، باتت مدينة كوباني في شمالي سوريا، محرومة بشكل كامل من الكهرباء والمياه، وذلك بعد سيطرة فصائل معارضة موالية لتركيا على مدينة منبج إلى الجنوب والغرب من كوباني، وشن هجمات استمرت لأيام على سد تشرين الحيوي.
“كارثة إنسانية”
يحذر سيف الدين قادر وهو من سكان مدينة كوباني، من “كارثة إنسانية” لأن مدينة بحجم واتساع كوباني بدون مياه وكهرباء منذ ثلاثة أشهر، “حيث يسكن هذه المدينة أكثر من نصف مليون إنسان، وهم بدون مياه وكهرباء”، وذلك على أعقاب هجمات تركيا وفصائل موالية لها على سد تشرين.
وناشدت الإدارة الذاتية مراراً التحالف الدولي والمنظمات الحقوقية من أجل إيقاف الهجمات على سد تشرين بريف منبج، والتي أدى خروجها عن الخدمة إلى انقطاع مياه الشرب والكهرباء بشكل كامل، عن كوباني وصرين وعين عيسى بريف الرقة، شمالي سوريا.
وتسببت الهجمات التركية بخروج سد تشرين عن الخدمة بشكل نهائي، ما أدى ذلك لحرمان ومعاناة سكان 360 قرية تابعة لمدينة كوباني والقرى التابعة لبلدات صرين والجرنية بما فيها مدينة كوباني وصرين، من خدمة المياه والكهرباء، بحسب تصريحات سابقة للرئيسة المشاركة لهيئة الطاقة في كوباني عائشة الناصر.
ويشير “قادر” إلى أن الإدارة الذاتية في كوباني تحاول حل مشكلة الكهرباء عبر طرح مشروع الأمبيرات، مؤخراً بعد الهجمات على سد تشرين الحيوي، مشدداً بأن حل المشكلة عن طريق مشروع الأمبيرات ليس ناجعاً.
ورغم وجود نظام الأمبيرات في المدن الأخرى شمال شرقي سوريا فإن هناك مشاكل أخرى ترافق هذا المشروع مثل المشاكل المتعلقة بتأمين مادة المازوت ونوعية المازوت، كما أنها تعتبر مكلفة للسكان من ناحية أخرى.
ويشير “قادر” إلى أن هناك صعوبة في تأمين مادة المازوت في المنطقة كما أن سعرها يعتبر مرتفعاً، وبالتالي فإن تكلفة تشغيل المولدات تعتبر مرتفعة.
“مشروع متأخر”
يقول شيخ علي جبر وهو من سكان كوباني، لنورث برس، إن طرح الإدارة الذاتية لمشروع الأمبيرات في ظل هذه الظروف يعتبر متأخراً ويحتاج تطبيقه إلى وقت طويل.
وفي 19 شباط/ فبراير الفائت، أعلنت شعبة الأمبيرات في هيئة الطاقة لمقاطعة الفرات (كوباني) على موقعها الرسمي البدء بتحضير مشروع يهدف إلى تغذية كهرباء الأمبيرات لمدينتي كوباني وصرين.
وخلال السنوات الماضية كانت كوباني المدينة الوحيدة بدون مشروع الأمبيرات من بين كل مدن شمال وشرقي سوريا.
ويضيف “جبر” أنه كان من المفترض تفعيل المشروع خلال السنوات الماضية وخاصة أن المشروع كان مطبقاً في مدن الرقة والطبقة ومنبج والقامشلي، ولكن لم يتم تجهيز البنية التحتية لهذا المشروع في كوباني، على حد وصفه.
ويشير إلى أن تمديد شبكة الكهرباء الخاصة بالأمبيرات وتأمين مستثمرين ووضع مولدات يحتاج إلى وقت طويل، مبيناً أن الحل يجب أن يكون عبر إيجاد حل لمشكلة الكهرباء القادمة من سد تشرين عبر تدخل التحالف الدولي.
صعوبة تأمين المازوت
يرى “جبر” أن تفعيل مشروع الأمبيرات في مدينة كوباني فقط بحاجة إلى مائة برميل مازوت يومياً لتغطية احتياجات المولدات، وهو أمر صعب، وبالتالي على الإدارة الذاتية في كوباني التنسيق مع الأطراف والجهات الموجودة لحل مشكلة الكهرباء عبر سد تشرين.
فيما يقول بوزان محمد وهو من سكان مدينة كوباني، إنه لا تتوفر مادة المازوت في كوباني لتلبية احتياجات السيارات، وبالتالي فإن الحديث عن مشروع الأمبيرات في ظل عدم توفر مادة المازوت من مخصصات المولدات الصغيرة والسيارات يعتبر غير ناجع.
ويضيف أن مشكلة سكان المدينة تضاعفت خلال شهر رمضان، حيث أن الحاجة إلى الكهرباء والمياه باتت ملحة أكثر، لأن الكهرباء تعتبر موضوع أساسي ورئيسي للسكان، وبدون توفر الكهرباء لا تتوفر المياه.
ويشير إلى أن مادة المازوت غير متوفرة في محطات الوقود وسكان كوباني يعانون كثيراً خلال هذا الشهر.
ويبين أن المستثمرين لا يرغبون بالاستثمار في مشروع الأمبيرات ويتخوفون لسببين، الأول عدم توفر مادة المازوت، والثاني هو التهديدات والهجمات التركية التي تتسبب بعد الاستقرار في المنطقة، كما أن تكلفة المشروع مرتفعة.
ويشدد بأن موضوع تأمين الكهرباء للسكان عمل يقع على عاتق الإدارة التي يجب أن تجد حلاً لأن السكان يعانون من هذه المشكلة التي امتدت لثلاثة أشهر.
ويطالب سكان في كوباني المسؤولين في الإدارة الذاتية العمل على حل مشكلة الكهرباء التي ستحل مشكلة المياه، وبعدها العمل على حل مشكلة مادة المازوت، لأن السكان إذا أرادوا تشغيل مولدة صغيرة لا يستطيعون تأمين مادة المازوت لتشغيلها.
ورفضت شعبة الأمبيرات بهيئة الطاقة التعليق لنورث برس على الموضوع، فيما صرح فراس عطو، مدير شعبة الأمبيرات في مقاطعة الفرات، حين إعلان المشروع، أن “الشعبة فتحت باب التسجيل أمام مستثمري كهرباء الأمبيرات لتقديم طلباتهم ضمن الشروط الفنية المتاحة”.
وأشار “عطو” إلى أنهم تلقوا طلبات من بعض المستثمرين الذين يستوفون الشروط الفنية المتاحة في كوباني وصرين، وأن بعضهم بدأ بالفعل العمل خلال الفترة الماضية.
ويهدف المشروع بحسب القائمين إلى تغذية مدينتي كوباني وصرين بالكامل بالطاقة البديلة، بالإضافة إلى الكهرباء الرئيسية التي تشهد انقطاعاً في الوقت الحالي.