نوروز كوباني.. تحضيرات تحت نيران الغارات التركية

فتاح عيسى – كوباني

على عكس السنوات السابقة، لم تستعد خناف بوزان بالشكل الأمثل للاحتفال بعيد نوروز الذي يصادف 21 آذار/ مارس من كل عام، بسبب استمرار الهجمات التركية على المنطقة من جهة، وبسبب تزامن العيد مع شهر رمضان المبارك من جهة ثانية.

ومع حلول فصل الربيع، يبدأ سكان المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا بالتحضيرات لعيد نوروز القومي لدى الكرد والذي يعني اليوم الجديد باللغة الكردية وبداية رأس السنة الجديدة بحسب التقويم الكردي.

التأثير النفسي

تقول خناف بوزان وهي من سكان مدينة كوباني، إن نساء المنطقة يقمن بالتحضيرات للاحتفال بعيد نوروز قبل ثلاثة أشهر في كل عام، ولكن عام 2025 مر صعباً على سكان المنطقة بسبب استمرار القصف التركي على المنطقة وخاصة في سد تشرين وجسر قره قوزاق.

وتضيف “بوزان” أن هذه الحرب أثرت نفسياً على استعدادات سكان المنطقة وتحضيراتهم للاحتفال بالعيد.

وتشير إلى أنه من المعروف أن النساء يجهزن الزي الفلكلوري الكردي للاحتفال في يوم عيد نوروز، لكن رغم قرب العيد فأن استعدادات سكان المنطقة لم تكن بالشكل الأمثل مقارنة مع الأعوام السابقة.

وتأمل بوزان أن يستطيع سكان المنطقة الاحتفال بالعيد بشكل أفضل في الأعوام القادمة عندما يعم السلام والاستقرار في وطنها سوريا.

ومنتصف ليل الأحد – الاثنين، فقد عشرة أشخاص من عائلة واحدة حياتهم بينهم أطفال ونساء، وأصيبت طفلة جراء استهداف طائرة مسيرة تركية قرية قومجي جنوب كوباني.

ومنذ سقوط الأسد نهاية العام الفائت وحتى اليوم، تشن فصائل مسلحة موالية لتركيا هجمات وعمليات قصف يومية على منطقتي جسر قره قوزاق وسد تشرين القريبتين من كوباني، ناهيك عن القصف المدفعي والجوي التركي عبر الطائرات المسيرة على ريف كوباني.

حركة البيع والشراء

يقول فيصل مسلم وهو صاحب محل أقمشة وألبسة فلكلورية في كوباني، لنورث برس، إن حركة البيع والشراء تراجعت بشكل كبير هذا العام مقارنة مع الأعوام السابقة.

ويرجح “مسلم” السبب وراء ذلك إلى الحرب التي تشنها تركيا على المنطقة وخاصة في سد تشرين، ومعاناة السكان من عدم استقرار الأوضاع الأمنية بسبب هذه الحرب.

ويضيف: “مدينة كوباني تستقبل كل عام المئات من العائلات المهاجرة إلى المدن والدول الأخرى للاحتفال بعيد نوروز، حيث يجهزون ألبستهم الفلكلورية (الزي الكردي) من المنطقة، وتبدأ عمليات شراء الألبسة والأقمشة وخياطتها قبل ثلاثة أشهر من العيد”.

ويشير إلى أن حركة البيع هذا العام تعتبر ضعيفة بسبب الهجمات على المنطقة، وكذلك تزامن العيد مع شهر رمضان، في ظل عدم الاستقرار الأمني في سوريا بشكل عام، ما أثر سلباً على حركة البيع والشراء.  

ويعتبر ارتداء الزي الكردي الفلكلوري من أبرز العادات والتقاليد المتوارثة الخاصة بهذا اليوم.

ويتألف الزي الكردي بالنسبة للرجال من سروال فضفاض ويطلق عليه “شروال ” وسترة تعرف بـ “جوغه”, وقماش طويل يلف حول الخصور ويسمى بـ ” بشدين ” إضافة الى “الجمدان” الذي يعتبر قبعة من الشماغ.

أما النساء, فيتألف زيهن من فستان طويل مطرز وأكمام طويلة متدلية من اليدين وسترة بطول مماثل. ويفضل أغلبهن ارتداء أحزمة مصنوعة من الذهب أو المعادن فوق الخصر.

التدابير الأمنية

فيما يقول شيرو مصطفى وهو إداري في قوى الأمن الداخلي، لنورث برس، إن قواتهم أنهت جاهزيتها للحفاظ على الأمن خلال يوم نوروز.

ويضيف أن “جاهزيتنا تأتي عبر رفع وتيرة العمل وزيادة تسيير الدوريات في المدينة وزيادة عدد الحواجز التي تقوم بتفتيش كل السيارات التي تدخل المنطقة، والتأكد من الأشخاص “الغريبين” عن المنطقة”.

ويشير إلى تسيير دوريات لقوى الأمن  على مدار 24 ساعة يومياً في مدينة كوباني، وأن قوات المرور (الترافيك) تعمل للتأكد من كل السيارات داخل المدينة، بهدف الحفاظ على الأمن وحماية السكان.

وفي يوم العيد (نوروز) سيتم حماية مكان الاحتفال بشكل كامل، عبر نشر عناصر قوى الأمن قبل ليلة العيد على شكل حلقة تحيط بتلة مشته نور “مكان الاحتفال” حتى الانتهاء من الاحتفال، بحسب المسؤول الامني في مقاطعة الفرات.

ويذكر المسؤول بقيام عناصر الأمن الداخلي بالتنسيق مع غرفة العمليات والحواجز بمراقبة وتفتيش كل الأشخاص الذين سيدخلون إلى مكان الاحتفال وسيمنع إدخال الأسلحة إلى مكان الاحتفال.

وأمس الثلاثاء، أصدرت القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي شمال شرقي سوريا، تعميماً يقضي بمنع تحرك الدراجات النارية والشاحنات الكبيرة داخل المدينة من أجل ضمان الأمن والسلام خلال احتفاليات عيد نوروز.

تحرير: خلف معو/ عكيد مشمش