سياسيون وخبراء: التوغل الإسرائيلي بجنوب سوريا قد يهدف إلى بناء إدارة مدنية عسكرية
غرفة الأخبار – نورث برس
يرى سياسيون وخبراء بالشأن الإسرائيلي أن توغل الأخير في مناطق الجنوب السوري، منذ سقوط النظام السابق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر العام الفائت، يهدف إلى بناء منطقة أمنية عازلة وإدارة مدنية سياسة، معتبرين أن هذا التوغل ما هو إلا محاولة لإسرائيل لأن تكون موجودة في المعادلة السورية الجديدة.
وقبل أيام وجهت إسرائيل عبر وزير دفاعها يسرائيل كاتس، رسالة تهديد جديدة إلى سوريا ورئيسها للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، متوعدةً باستمرار تحليق طائراتها في السماء السورية ومهاجمة الأهداف التي تعاديها.
وتفيد القراءات والتقارير الصحفية بأن الوجود الإسرائيلي مرتبط بالعوامل الإقليمية والدولية وكيف ستسير الأمور في سوريا.
أهداف التوغل
يقول أنس أبو عرقوب، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن التوغل الاسرائيلي له هدفان الأول “بناء منطقة أمنية عازلة في الجنوب السوري، وصولاً إلى ما يقارب لعشرة كيلومترات قريب من العاصمة، وهذا له هدف أساسي وقد يكون محاولة بناء إدارة مدنية عسكرية في تلك المنطقة بهدف السيطرة على السكان”.
ويضيف أبو عرقوب في تصريح خاص لنورث برس، أن “الهدف الثاني هو أن إسرائيل تريد أن يستثمر أو يستفيد من الدروز من جهة ومن الكرد من جهة ثانية، من أجل إدخالهم لسوق العمل الإسرائيلي، للاستغناء عن العمال الفلسطينيين”.
ويشير إلى أن هدف إسرائيل من التوغل في الجنوب السوري، هو “اقتصادي سياسي أمني استراتيجي”.
ويذهب الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن توغل إسرائيل ما هو إلا محاولة لأن تكون موجودة في المعادلة السورية الجديدة أو سوريا المستقبلية بهذا الاتجاه.
ويعتقد أن “هذا التوغل يبين الطموحات التوسعية الاسرائيلية، من أجل أن تصل للمنطقة الكردية، لتصل للكرد والدروز”.
ويوضح أبو عرقوب أن “هناك منظور خطير توسعي احتلالي وقد يكون شكل من أشكال فرض معادلة جديدة على كل اللاعبين الإقليمين والدوليين”.
عوامل بقائه
يرى أبو عرقوب، أن بقاء إسرائيل في المناطق التي توغل فيها ضمن الأراضي السورية مرتبط بالعوامل الإقليمية والدولية وكيف ستسير الأمور في سوريا.
ويضيف أنه “هناك تطورات ميدانية، وبدأ اللعب الإقليمي والتقاسم الدولي والإقليمي في سوريا، ووجود إسرائيل من عدمه مرتبط بهذه التغيرات”، مشيراً بالقول: “نحن نلاحظ أن أدوار إقليمية لإيران وتركيا، وروسيا، والولايات المتحدة”.
ويبين أنه يجب عدم التقليل من خطر الطموحات الاسرائيلية، وهذا “مرتبط بطبيعة التطورات الميدانية، وشكل وطبيعة التقاسم وليس التقسيم، فهو تقاسم النفوذ في سوريا، وهناك مصالح مختلفة الكل بدأ العمل عليها، وإمكانيات سوريا نفطها وغازها، وغيرها من المسائل”.
ويتساءل أبو عرقوب، “هل سيكون هناك تقاسم وما طبيعة الدور الروسي، وماذا سيكون الموقف الإيراني وحزب الله، هذا يعني مجموعة معادلات معقدة لا يمكن القول إن اسرائيل تستطيع البقاء في جنوب سوريا الى الأبد”.
تهديدات
قول كرم دولي، عضو في المكتب التنفيذي للمنظمة الآثورية، إن “موضوع التدخل أو تنفيذ التهديدات الإسرائيلية يتوقف على جملة عوامل، على رأسها المسألة الأمنية، الإسرائيلية”.
ويضيف دولي، لنورث برس، أنه “في حال استطاعت إسرائيل أن تحقق مآربها من هذا التدخل، فلن تكون بحاجة إلى تنفيذ تهديداتها”.
ويشدد السياسي السوري المقيم في النمسا، على أن التهديدات الإسرائيلية “يجب أن تؤخذ على محمل الجد”.
ويرى دولي أن المواجهة الحقيقية لتلك التهديدات” هي بناء البيت السوري وتحصينه عبر، بناء الدولة السورية الجديدة؛ دولة القانون والمواطنة الكاملة، والمتساوية، والدولة التي تقر بالتنوع القومي والاثني واحترم كافة المكونات وضمان مشاركتهم وحقوقهم كاملة”.