دمشق – نورث برس
شهدت عدة مدن وبلدات غربي سوريا، اليوم الجمعة، انتهاكات بحق مدنيين خلال حملات تمشيط أمنية نفذتها قوات الأمن العام جراء الأحداث الجارية في الساحل السوري منذ أمس الخميس، حيث تشتبك قوات الأمن العام مع مجموعات مسلحة متهمة بتبعيتها للنظام السوري وقد خلفت عشرات القتلى والجرحى والأسرى من الطرفين بالإضافة إلى ضحايا مدنيين.
أثارت هذه الأحداث الجارية والانتهاكات بحق “مدنيين” جدلًا واسعاً حول طبيعة العمليات الأمنية ومدى التزامها بحماية المدنيين، وسط تقارير عن وقوع إصابات وتدمير للممتلكات.
حوادث قتل واستهداف “مدنيين”
انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي نعوات لعائلاتٍ أُبيدت بالكامل داخل منازلها حيث نعت الصحفية حلا منصور خالتها وعائلتها، التي قُتلت هي وزوجها وهما (طبيبان) وأولادها (طلاب جامعيون) برشقات نارية.
في حين نعت الطالبة في كلية الإعلام مايا يوسف قريبها الشاب (مهندس مدني) الذي قُتل في مدينة جبلة، مُؤكدةً أنه “ليس له أي ذنب”.

كما وتعرضت عائلات في مدينة بانياس بريف طرطوس للقتل بالرصاص خلال الحملات الأمنية، وراح ضحية الحادثة والدين وابنتهما، بالإضافة إلى عائلة أخرى كانت تعيش في المنطقة، ووردت شهادات من أقارب الضحايا تفيد بأن الضحايا كانوا مدنيين، ومن بينهم ( الصيدلانيتان هزار عيسى نزهة، نور عيسى نزهة، ووالدتهما وهيبة سلوم، مهند حسن وزوجته لينا جنود وطفلتهما مينيسا حسن)، وجميعهم من سكان بانياس.
وأفادت بعض المصادر أنه تم شن هجمات على منازل “مدنيين” في منطقتي تلكلخ والمختارية، ونقلت مواقع على التواصل الاجتماعي أن هذه الهجمات ذات “دوافع طائفية”، وأدت إلى تدمير عدد من المنازل والممتلكات.
ونشرت منصة “حكيمك دليلك” الطبية نعياً لـ طبيبة الأسنان ربا الشيخ وابنها الطبيب حيدرة بسام صبح، كما نعى الشاب حازم حمامة عبر فيسبوك والده المُدرس محي حمامة، ووالدته المُدرسة خالدية غانم، وشقيقته تالة حمامة.
جهات توثق إعدامات ممنهجة
أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان للتلفزيون العربي، أنه تم رصد مقتل أكثر من 50 مدنيا نتيجة إعدامات دون أي محاكمة، ومقتل قرابة 125 مدنيا على يد قوات الأمن في أرياف اللاذقية وطرطوس وحماة.
وأوضحت أن حملات قوات الأمن تخللتها عمليات إعدام ميداني واسعة، وانتهاكات خطيرة خلال العمليات الأمنية في محافظتي اللاذقية وطرطوس.
وتابعت أن مجموعات موالية لنظام الأسد قتلت أيضاً 100 من قوات الأمن و 15 مدنيا.
أشار مدير المرصد السوري في تصريح مصور (نُشر على منصات التواصل) إلى أن “83 شخصاً من أبناء الطائفة العلوية أُعدموا في مدينة بانياس واللاذقية وريفهما، موضحاً أن قرية المختارية وحدها شهدت إعدام أكثر من 60 شخصًا، بالإضافة إلى عمليات إعدام فردية في مناطق أخرى.
اتهم المرصدُ عناصرَ مسلحة موالية للحكومة السورية الجديدة باستهداف المدنيين على أساس طائفي، مؤكدًا أن بعض الضحايا كانوا عزلًا من النساء والأطفال.
تصريحات رسمية واعترافات
أقرت السلطات السورية بوقوع انتهاكات خلال الأحداث التي شهدتها مدينة اللاذقية، مشيرة إلى أن هذه التجاوزات كانت “فردية” ولا تمثل سياسة الدولة، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الداخلية قوله: “بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن، توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل، مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية”، وأكد المصدر أن السلطات تعمل على إيقاف هذه التجاوزات.
ردود الفعل المحلية
أثارت هذه الأحداث غضبًا بين السكان المحليين، الذين عبّروا عن دعمهم لقوات الأمن العام وأدانوا محاولات الاعتداء التي حصلت أمس على قوات الأمن العام، وأكد العديد من المواطنين أن هذه الاعتداءات تستهدف زعزعة الأمن واستقرار المنطقة.