الحسكة.. الصقيع يفاقم معاناة النازحين بالمخيمات ومطالبات بالعودة إلى ديارهم

دلسوز يوسف – الحسكة

أمام خيمتها في مخيم “واشوكاني” لنازحي سري كانيه/ رأس العين بريف الحسكة، تشكو السيدة الستينية يازي عساف من الظروف الصعبة التي يعيشونها نتيجة موجات البرد والصقيع في ظل انعدام وسائل التدفئة الكافية داخل قطاعات المخيم.

وتشهد مناطق شمال شرقي سوريا، موجة صقيع حادة بعدما وصلت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، مما زاد من معاناة النازحين ضمن المخيمات، وسط انتشار أمراض بسبب البرد والرطوبة.

لا محروقات ولا مساعدات

تتحدث يازي عساف وهي تحمل علبة بخاخ للربو في يديها، لنورث برس، عن معاناتهم وتقول: “لم تصلنا المحروقات منذ أسبوع، البرد والصقيع فاقم معاناتنا، ويوجد بين أفراد عائلتي مرضى الربو والجلطة”.

وتضيف “عساف” التي تنحدر من مدينة سري كانيه (رأس العين)، “مخيمنا لا تصله المساعدات، قبل قليل نهضنا من فراشنا، ليس لدينا الأغطية الكافية، أصابعنا تيبست وأصبحت زرقاء اللون من شدة البرد”.

وتشير إلى أن أغطيتهم هي صيفية ومهترئة، حيث تحول الليل إلى كابوس لهم لغياب وسائل التدفئة.

وتطالب النازحة السورية بإعادتهم إلى ديارهم على غرار جميع السوريين، وتقول “نفد صبرنا هنا، نريد العودة إلى منازلنا بأقرب وقت”.

وفي السابع من شهر شباط/ فبراير الجاري، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن “تعليق الحكومة الأميركية المساعدات الأجنبية قد يؤدي لتفاقم الظروف المهددة للحياة في سوريا”.

وتسبب قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتعليق برامج المساعدات الخارجية لـ 90 يوماً عقب تسلمه للسلطة أواخر كانون الثاني/يناير الفائت، بتداعيات سلبية على الوضع المعيشي للنازحين في شمال شرقي سوريا.

وأكد مسؤولون في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، أن تعليق المساعدات تسبب بأضرار خدمية وتعليمية وصحية، ومشاكل جمة في المخيمات بالمنطقة.

ويعيش النازحون في مخيم واشوكاني الذي يضم الآلاف من النازحين السوريين من منطقة سري كانيه، الذين نزحوا عقب الاجتياح التركي رفقة فصائل سورية مسلحة موالية لها، أواخر عام 2019، موجة البرد وسط غياب المحروقات وانقطاع الدعم من قبل المنظمات.

خيم وفرش مهترئة

يقول محمد الدهمو، وهو نازح من قرية الفيصلية بريف سري كانيه، إن الدعم انقطع بشكل شبه كلي مما انهك البرد أطفالهم.

ويضيف لـ نورث برس “خيمتي مهترئة ولا يتوفر لدي مدفأة ولدي أطفال، كل العائلات في هذا المخيم يعيشون نفس المعاناة (..) كما لدينا مرضى والقطاع الطبي ضعيف”.

ويصف الدهمو ظروف حياتهم اليومية بـ “المآساوية”، ويتابع “بسبب البرد لا نغسل وجوهنا في الصباح، واثناء الليل لا ننام بسبب  البرد بينما الفرش مهترئة بحاجة إلى تبديل”.

ويؤكد النازحون ضمن المخيم، أن مادة المازوت انقطعت عنهم منذ نحو 10 أيام بعدما كانوا يحصلون على كمية 40 لتراً كل 10 أيام.

ويشدد الدهمو أيضاً على ضرورة إعادتهم إلى بيوتهم كما حال المحافظات السورية الأخرى، وقال متسائلاً “نحن بأي سبب هنا لحتى الآن، ليس لنا أي ذنب”.

كما تقول النازحة ليلى نبي بينما يقف أطفالها بالقرب منها وسط أجواء شديدة البرودة، “نعيش ظروف صعبة بسبب موجة البرد وعدم توفر مادة المازوت، لدينا مرضى وأطفال صغار”.

وتضيف السيدة الأربعينية بلهجتها المحلية “متنا من البرد، نفيق الصبح لا نستطيع التحرك من شدة البرد وفي الليل لا يتوفر الاسفنج والبطانيات الكافية”.

وتشير إلى أنه “نتيجة الظروف المناخية الصعبة توفيت سيدة مسنة ضمن قطاعهم في المخيم لعدم توفر وسائل تدفئة”.

وتقول “نبي” أيضاً متسائلة: “هل سنبقى طول عمرنا هنا، نريد العودة إلى منازلنا فالمساعدة شحيحة والظروف صعبة”.

ومنتصف الشهر الفائت، تظاهر العشرات من نازحي سري كانيه (رأس العين)، أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة القامشلي للمطالبة بالعودة لمدينتهم الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها.

وقبل ست سنوات، في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2019، اجتاحت القوات التركية وفصائل المعارضة المولية لها مدينة سري كانيه بريف الحسكة، ونزح مئات الآلاف من سكان المدينتين حينها إلى مدن وبلدات قريبة من مدنهم وقراهم.

تحرير: خلف معو