أطفال بهموم الرجال.. عمالة في ظل غياب الرقابة في شمال وشرقي سوريا
الحسكة – جيندار عبد القادر – NPA
انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية من عمر الأزمة السورية الممتدة منذ عام 2011 عمالة الأطفال بشكل كبير في المجتمع السوري؛ نتيجةً للآثار السلبية التي خلفتها الحرب على المجتمع السوري بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص.
وتشهد شوارع مدينة الحسكة في الشمال السوري جزء من ظاهرة عمالة الأطفال، وما يترتب عليها من آثار سلبية على الأطفال بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام من حيث انتشار الأمية والتخلف فيه.
وباتت مسألة تشغيل الأطفال وتسخيرهم في أعمال لا تتناسب مع طبيعتهم الفيزيولوجية والنفسية منتشرة بشكل واسع، علما أن العديد من الاتفاقيات الدولية جرمت الاستغلال الاقتصادي لهم.
حبر على ورق
تتضمن المادة التاسعة والعشرون من ميثاق العقد الاجتماعي في الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرقي سوريا الحفاظ على حق الطفولة، ومنع تشغيل الأطفال واستغلالهم وتعذيبهم نفسياً وجسدياً، وتزويجهم في سن مبكرة.
هذه القوانين تبقى حبر على ورق في ظل غياب التطبيق الفعلي للقوانين الخاصة بتشغيل الأطفال وعمالتهم، المنصوص عليها في ميثاق العقد الاجتماعي.
وتنتشر ظاهرة عمالة الأطفال بشكل كبير في المنطقة الصناعية، لتشمل أعداد كبيرة من النازحين من دير الزور والرقة إلى جانب الأطفال من سكان الحسكة.
سامي سعد المحمد (31 عاماً) عامل في ورشة كهرباء في المنطقة الصناعية بالحسكة أوضح لـ”نورث برس” أن الكثيرين من الأهالي يرسلون أطفالهم للعمل في المنطقة الصناعية؛ “ليتعلموا مهنة ولكسب وجني بعض الأموال أو نتيجة الفقر المدقع الذي تعاني منه شريحة واسعة من السكان القاطنين في المدينة”.
الأسباب
المستوي الثقافي للأسرة وعدم إدراكها لفائدة التعليم، إلى جانب غياب الرقابة بالنسبة للتعليم الإلزامي من قبل الجهات المسؤولة يساهم بشكل كبير في انتشار عمالة الأطفال، علاوةً على الفقر والحروب والأزمات.
الطفل عبدالعزيز محمد الخليفة من سكان حي غويران بالحسكة (15 عاماً) ويعمل في مغسلة سيارات، بيّن لـ”نورث برس” بأنه ترك الدراسة في الصف السابع بسبب وضعهم المادي حيث يتقاضى ألف ليرة سورية يوميا لإعالة عائلته المؤلفة من /15/ شخصاً، ومساعدة والده الذي يعمل سائقاً لدراجة نارية (أجرة).
التأثيرات السلبية
وتتمثل التأثيرات السلبية التي يتعرض لها الطفل المستغل اقتصاديا، في التطور والنمو الجسدي حيث تتأثر صحة الطفل من ناحية التناسق العضوي والقوة والبصر وغيرها.
كما يتأثر الطفل بشكل مباشر من الناحية التعليمية حيث يفقد قدراته على التعلم واكتساب المهارات ويضعف من إبداعه ما يؤثر بشكل سلبي كبير على المجتمع.
وبالرغم من وجود العديد من المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحماية الطفولة في مناطق شمال وشرقي سوريا، إلا أن ظاهرة عمالة الأطفال في تزايد كبير خاصة في ظل استقرار عشرات الآلاف من النازحين السوريين في تلك المناطق.