داء اللشمانيا يثقل كاهل أهالي ريف حلب الشمالي

حلب- دجلة خليل -NPA  
أمام بركة المياه التي نشأت نتيجة عدم وجود مصارف في أحد أحياء ريف حلب الشمالي, يتجمع أطفال تظهر على وجه بعضهم بثور اللشمانيا الحمراء, يمارسون عاداتهم اليومية غير ابهين بالذبابة التي تتربص ببشرتهم الغضة.
إذ انتشر داء اللشمانيا مؤخراً ليصيب أكثر من من ألفي حالة في المنطقة, أغلبهم من الأطفال في ظل غياب الأدوية الخاصة لمقاومته.
واللشمانيا مرض طفيلي ينتقل عن طريق لدغات حشرة صغيرة صفراء اللون تعرف بذبابة الرمل، تتغذى على لدغ الإنسان والحيوانات وتنمو يرقاتها على النباتات المبتلة وجثث الحيوانات، تترك لدغتها ندوباً حمراء، قبل أن تتحول إلى تقيحات تتسع على الجلد سريعاً.
وتركزت الحالات بقرى تل شعير وحليصة وبابنص, وذلك نتيجة تراكم الأنقاض والنفايات وانهيار البنى التحتية وانتشار المستنقعات الناتجة عن انعدام قنوات الصرف الصحي.
“مستنقعات”
ويشتكي أهالي المنطقة من عدم توفر شبكة للصرف الصحي, ما يتسبب بتشكل مستنقعات مائية وتجمع كميات كبيرة من النفايات في الشوارع ودمار أغلب البيوت, لتكون بيئة مناسبة لانتشار المرض. 
سميرة حسين(47 عاماً) إحدى النازحات من مدينة عفرين  في قرية حليصة بريف حلب الشمالي, مصابة هي وأطفالها بالمرض أوضحت لـ”نورث برس” أن السبب في انتشار المرض بكثرة ناتج عن تقاعس المنظمات الصحية والبلدية, إذ أنهم لم يلمسوا أي استفادة من رش المبيدات الحشرية.
ولا تكفي الجرعات المخصصة, المصابين في قرية حليصة، بسبب عدد الاصابات الكبير, فعند توزيع اللقاح يزدحم المركز بالمراجعين ولا يصل الدواء لكافة المرضى, حسب أمينة علو(51عاما) من أهالي القرية. 
الطب الشعبي
“تحولت الحبة إلى عشرين” تقول حسنة علي قبس(55 عاماً) نازحة من مدينة عفرين, والتي أصيبت بحوالي /20/ طفح جلدي في وجهها ويديها رغم خضوعها للمعالجة بالجرعات الموضعية.
وتضيف حسنة أنها لجأت في النهاية إلى تجربة الطب الشعبي, آملة أن تختفي تلك التقيحات الجلدية.
 
وأفاد الرئيس المشارك لمنظمة الهلال الاحمر الكردي أكرم عرب لـ”نورث برس” أن  مرض اللشمانيا  ينتشر بطريقة سريعة في المنطقة, مشيراً إلى أنه تحول من داء الى وباء يصعب السيطرة عليه.
ويضيف عرب أنهم  نسقوا مع البلدية التابعة للإدارة الذاتية، لرش المبيدات الحشرية في الشوارع والبيوت, مشيراً إلى أنهم انتهوا من المرحلة الأولى من المشروع الذي يتألف من أربع مراحل لإتمام عملية رش المبيدات, وسط تخوف الأهالي من زيادة الإصابة بالمرض في حال لم تستكمل مراحل رش المبيدات.
وأوضح الرئيس  المشارك للمنظمة أنهم وجهوا عدة نداءات للجمعيات والمنظمات الصحية العالمية ووزارة الصحة في حلب لتأمين الأدوية اللازمة  بالإضافة إلى أجهزة مخبرية لتحليل الإصابة, على أنه لم تقم أي جهة بعد بإمدادهم بالأدوية الكافية لتغطية المنطقة طبياً، مكتفين  بالتقاط الصور التذكارية في المخيمات والعودة أدراجهم, حسب عرب.