ضعف القطاع الاقتصادي في ظل تأهيل خجول للبنى الزراعية بالرقة

الرقة- أحمد حسن- NPA
يعتبر القطاع الزراعي العصب الرئيسي للاقتصاد في مدينة الرقة وريفها، إذ يعمل به أكثر من 80%من السكان.
تراجع هذ القطاع في السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً، لعدة أسباب أهمها عدم استقرار الوضع الأمني وخصوصا في ظل حكم تنظيم “الدولة الاسلامية” للمنطقة 2014، الذي أهمل جميع القطاعات الحيوية.
“نقص الآليات الهندسية”
وتكمن أسباب تراجع الزراعة في الرقة إلى خروج محطات المياه عن الخدمة وتدمير الجسور التنظيمية وعدم تعزيل مصارف الحقول الزراعية منذُ سبع سنوات, الأمر الذي أدى إلى تملح التربة وخروج الكثير من الأراضي عن الخدمة.
ويعزو فاضل المصطفى, مدير قسم الآليات في مؤسسة الري في تشرين لـ”نورث برس” التأخر في تعزيل المصارف وتجهيزها إلى نقص كبير في الآليات الهندسية التي تخدم  مجالات الصيانة في الحقول الزراعية، وذلك قياساً مع سعة المشاريع الزراعية وكثر الأضرار التي تراكمت خلال سبع سنواتٍ، بالإضافة  إلى نقصٍ بالدعم المادي المخصص لمشاريعِ الصيانة, حسب ما أفاد به مصطفى.
ويردف المصطفى بقوله “لا يوجد لدينا من الآليات إلا القليل، والتي لا تغطي أكثر من 20% من المشروع، وذلك في حال استعمالها بالشكل الأمثل”.
 من جهته أشار رائد الياسين، أحد فلاحي قرية كبش غربي في حديثه لـ”نورث برس” أن الكثير من الأراضي الزراعية في القرية, خرجت عن الخدمة وذلك لعدم تصريف المياه الزائدة عن حاجة الأرض، الأمر الذي حول الأراضي المنخفضة إلى مستنقعات لا تصلح للزراعة. 
تعزيل مصارف المياه
ولتعزيل مصارف المياه  يوجد مشروع يمتد من قرية اليمامة غرباً الى جزرة البوحميد شرقاً، حيث يبلغ طول المصارف الرئيسية في هذ المشروع /2200/ كم ويبلغ طول قنوات الراي حوالي /2000/كم. 
وأشار المصطفى أنه تم تعزيل//70 كم من المصارف من قبل منظمة إنماء الفرات ،حيث شمل التعزيل وادي الفيض الممتد من قرية كبش غربي شمالاً إلى مصب الوادي في نهر الفرات عند قرية السلحبية جنوباً.
وتبلغ مساحة الأراضي المروية في ريف الرقة/ 100/ ألف هكتار، تروى على قسمين, قسم يروى بالراحة وقسم يروى بالمحطات والتي يبلغ عددها خمسة محطات.
وقد تم اصلاح أربع محطات من أصل خمسة وبقيت محطة الهيشة في الريف الشمالي للرقة, حسب ما أكده المصطفى.
بالنسبة إلى الأراضي التي تروى بالراحة فقد كانت المشكلة الأكبر هي تدمير الجسور التنظيمية على القناة الرئيسية /البليخ/ ،الأمر الذي سبب فوضى في توزيع المياه على الأراضي الزراعية.
ويوجد على القناة الرئيسية /13/منظم ري تدمرت معظمها, وقد تم تأهيل ستة منظمات من أصل ثلاثة عشر, ولازال العمل جارٍ على وضع خطط لتأهيل المنظمات الأخرى ليتم توزيع المياه بشكل منتظم على الأراضي الزراعية, حسب ما صرح به فاضل المصطفى.
هذا بالإضافة الى الآفات التي تفتك بالمحاصيل الزراعية مثل دودة القطن وصدء القمح وعدم جودة وسائل الوقاية وعدة أسباب أخرى تجتمع لتحول أخصب وأغنى أراضي حوض الفرات إلى مستنقعات مائية، لتكون النتيجة تراجع الإنتاج الزراعي في الرقة التي تعتبر الزراعة المقوم الرئيسي للاقتصاد فيها.