القامشلي.. فقدان أدوية الأمراض المزمنة معاناة للمرضى ولا حلول تلوح في الأفق

نالين علي – القامشلي

منذ أسابيع يبحث قصي إبراهيم في صيدليات مدينة القامشلي عن أدوية الكلى, والتي باتت شبه مفقود في معظم صيدليات المدينة.

ويقول إبراهيم، وهو من سكان القامشلي, لنورث برس: “أقضي أغلب يومي في البحث بين الصيدليات عن الأدوية والتي باتت مفقودة منذ أشهر في المدينة”.

معاناة للمرضى

ويتسأل الرجل عن سبب فقدان أدوية بعض الأمراض المزمنة، “لا نعرف ما سبب وراء فقدان هذه الأدوية في مناطقنا”.

ويضيف  إبراهيم: “بحسب ما أخبرني به أحد الصيادلة بأن الدواء سيتوفر خلال شهر أو اكثر ولا أحد يعلم بالتحديد متى”.

ويشير إلى أنه “ماذا سيحل بهؤلاء المرضى في حال استمرا فقدان الأدوية أكثر من ذلك, هناك مرضى بحاجة لأخذ الأدوية المزمنة بشكل يومي, وفي حال استمرار فقدانه سيصبح وضعهم كارثياً”.

ونفس الأمر يعاني منه نايف عبد اللطيف وهو أيضاً من سكان ريف القامشلي, في عملية البحث عن الأدوية في صيدليات المدينة، قائلاً: “نذهب لأكثر من صيدلية للبحث عن الأدوية, حتى الأدوية البديلة بات من الصعب الحصول عليها وهي أيضاً غير متوفرة”.

ويضيف عبد اللطيف، لنورث برس: “المريض بحاجة لأخذ الأدوية حتى إن كانت بسعرٍ مرتفع فهو مجبر على شرائها, لكن الدواء بشكل عام مفقود ولا يتوفر في الصيدليات”.

أدوية أمراض مزمنة

 يقول نصر بيرك وهو صيدلاني من مدينة القامشلي: “منذ أكثر من أربعة أشهر هناك فقدان في بعض أدوية الأمراض المزمنة في مدينة القامشلي”.

ويبين لنورث برس: “المريض كان يبحث عن الأدوية دون اللجوء إلى البديل, لكن في وقت الحالي ومع فقدان الأدوية أصبح مجبراً على أخذ البديل, لكن حتى الأدوية البديلة باتت مفقودة في الصيدليات”.

ويشير إلى أنه “خلال 15 يوماً, إن لم تدخل الأدوية إلى مناطقنا, ستحدث مشكلة كبيرة لدى المرضى اللذين بحاجة لأخذ أدويتهم بشكل مستمر دون قطع”.

ويذكر أن الأدوية المفقودة حالياً هي أدوية مرضى السكري والضغط والقطرات العينية والقلب، مبيناً أن أغلبية أدوية الأمراض المزمنة بشكل عام مفقودة.

ويقول: “لا يمكننا استيراد أدوية من مناطق أخرى، الأدوية تأتي فقط عبر المعابر والمناطق الحكومية, ولا يمكننا استيراد الأدوية الأجنبية لأنها تأتي بطرق غير شرعية ولا تلبي احتياجات السكان, لذلك الاعتماد الأساسي يكون فقط على دمشق وحلب ومناطق سيطرة الحكومة”.

أسباب للانقطاع

يقول كاميران بيك رئيس اتحاد الصيادلة في القامشلي, لنورث برس: “السبب يعود إلى إغلاق المعابر ومنع إرسال الأدوية إلى مناطق الإدارة لمنع وزير الصحة من الموافقة على إرسالها إلى مناطق شمال شرقي سوريا”.

ويبين لنورث برس، أنه “منذ شهر الثاني من عام 2024 بدأت الأدوية تنقطع بشكل تدريجي في المنطقة، وبنسبة 30% الأدوية مفقودة الآن عندنا”.

ويشير إلى أنه ” كنا نعاني من فقدان الأدوية في أغلب الأحيان, لكن هذه المرة كانت المدة طويلة, وفقدنا أدوية أمراض مزمنة”.

ويذكر أنه “لدينا مخزون احتياطي من الأدوية العامة يسد حاجاتنا لسنة, عدا أدوية الأمراض المزمنة فهي غير متوفرة لدينا لأن الطلب عليها مرتفع والمريض بحاجتها بشكل يومي”.

أما بالنسبة لطرق بديلة لإدخال الأدوية إلى مناطق الإدارة الذاتية، يقول بيك: “يمكننا جلبها من كردستان العراق أو اللجوء إلى الأدوية الهندية, بالنسبة للأدوية الأوروبية ففيها صعوبة في الاستيراد بسبب ارتفاع سعرها، إضافة إلى الحصار”.

ويقول أنه لتجنب الوقوع في نفس الأزمة وفقدان الأدوية في مناطقنا كان “هناك تواصل بيننا وبين بعض منظمات لإنشاء معامل أدوية في منطقتنا, لكنهم طلبوا منا ضمانات حتى يتم العقد فيما بيننا, وكما هو معروف فإن مناطقنا تفتقر للضمانات بسبب الهجمات التركية المتكررة عليها وضرب المنشآت الحيوية والصناعية والمراكز الصحية”.

ويبين أنه “منذ أسبوع بدأ شحن الأدوية بالدخول إلى المنطقة بنسبة قليلة, وسنقوم بتوزيع الأدوية على الصيدليات بكميات محددة, لكن إلى الآن لا نعرف نوعية الأدوية التي جاءت أو أنها ستسد حاجات المرضى”.

 تحرير: محمد القاضي