مردود قليل ومخاطر.. العتالة بدمشق مهنة الحظ والانتظار
دمشق – أحمد كنعان
يستهل إبراهيم حمد، مُهجّر من ريف حلب، حديثه لنورث برس، قائلاً: “الانتظار أصلاً صعب فما بالك إن كنت تنتظر لقمتك ولقمة أولادك وقد تأتي أو لا تأتي”.
ويضيف حمد، بعد أن فقد كل شيء في حلب وانتقل للعيش في دمشق وأصبح يعمل عتالاً: “أقف في ساحة الرئيس في مدينة جرمانا وانتظر العمل وأحيانا نعمل وأحيانا لا نعمل وهذا هو حالنا”.
مردود قليل
ويشير إلى أنه في حال الحصول على عمل فإن مردوده اليومي يتراوح ما بين 25 و50 ألف “وهذا المبلغ لا يكفي لشيء فأنا لدي عائلة مكونة من ست أشخاص وأجرة بيتنا 200 ألف ليرة سورية في منطقة كشكول”.
وتعتمد مهنة العتالة على الجلوس والانتظار في الساحات العامة حتى يأتي من يطلب نقل عفش بيت أو مواد بناء أو ما شابه ذلك.
وتدور مفاوضات على السعر وارتفاع الطوابق حيث أنه لكل طابق سعر فإذا تم الاتفاق يعود العتال إلى بيته ومعه قوت يومه وإذا لم يتم الاتفاق فيكون مصير قوت العتال وعائلته مجهولاً.

وفي الفترة الأخيرة لوحظ تزايد في أعداد الجالسين في الساحات العامة في دمشق وريفها نتيجة انعدام فرص العمل والتهجير وانخفاض مستوى المعيشة.
ويقول أبو محمد المُهّجر أيضاً من حلب، لنورث برس: “أجلس في الساحة من الساعة 7 صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً، وأحيانا لا أعمل بأكثر من عشرة آلاف ليرة سورية أشتري بها بعض الخضار”.
ويضيف أنه منذ عشرة أيام لم يعمل سوى يومٍ واحد بألفين ليرة، “اشتريت بها كيس دريبي لابني الصغير وأنا مستأجر في الطابق الخامس بـ 200 ألف ليرة سورية في منطقة دف الصخر”.
وتحتاج زوجة أبو محمد زوجتي إلى سماعات لتقوية السمع لديها وثمنها يتجاوز مليون ليرة، وليس لديه القدرة على شراءها.
آلام ومخاطر
يوضح أبو محمد أنه فقد بيته في مدينة مسكنة بريف حلب وأن عائلته تتكون من تسعة أولاد، ويبين أن نوعية المواد التي يقوم بتحميلها مشكلة مثل “البحص ورمل والبلوك وبلاط”.
ويضيف أنه يعاني من آلام بالظهر نتيجة ذلك، وأنه أحيانا تقوم زوجته بمساعدته حتى يستطيع الوقوف.
ويبين شارحاً معاناته، أنه مرة حملت براداً وعلق في درج البناء وتأذى ظهره من تلك الحادثة ما اضطر إلى مراجعة الطبيب الذي أعطاه حقنتين حتى يستطيع أن المشي مرة أخرى.
ويذكر: “نحن ننتظر في البرد والحر”، قائلاً في الوقت نفسه: “لكنها مستورة والحمد الله”.
وعلى مقربة من مكان جلوس أبو محمد كان تركي حسين يجلس منتظراً حظه ككل العتالة، قائلاً لنورث برس: “أنا مُهّجر من ريف حلب وأسكن هنا في بيت دون إكساء وأجلس في الساحة منتظر عسى أن يرزقنا الله نحن العتالة”.
ولا يملك حسين أي شيء على الإطلاق ولده ستة أولاد، ويذكر أنهم يأكلون ما تيسر لهم من الطعام مثل “رز أو البرغل أو كواج أو غيرها حسب الموجود”.
ويعبر عن معاناته حين يضطر لحمل أشياء ثقيلة، قائلاً: “مرات أحمل على ظهري أشياء ثقيلة وأحيانا لا أستطيع صعود الدرج ولكن ماذا أفعل هذا ما حصل لنا”.