تهديدات وفرار من السجن.. تصاعد نشاط تنظيم “داعش” في شمالي سوريا

زانا العلي – الرقة

شهدت مدينة الرقة في الأسبوع الماضي حادثة مثيرة للقلق، فرّ عدد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الأجانب من أحد السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

وتبع حادثة الفرار كتابة شعارات مرتبطة بالتنظيم على جدران إحدى الحدائق الرئيسية في المدينة، مثل “لن ننسى أسرانا” و”تحسسوا رقابكم” و”الدولة الإسلامية باقية”، مما أثار تساؤلات حول الرسالة التي يسعى التنظيم إلى إيصالها بهذه العمليات.

والثلاثاء الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، إلقاء القبض على قيادي في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والذي يعتبر أحد الميسرين  لتقديم الدعم  لعناصر التنظيم بعد فرارهم من سجن في مدينة الرقة.

“بث الخوف”

يقول رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “داعش يستخدم مثل هذه الأساليب لبث الخوف وإيصال رسالة واضحة بأنهم ما زالوا موجودين وقادرين على التحرك في أي لحظة”.

ويرى عبد الرحمن أن هذه العمليات تحمل تهديداً مباشراً لجميع من يعارض التنظيم، حيث تحاول خلايا التنظيم تكوين حاضنة شعبية من خلال مثل هذه الرسائل العلنية.

ويذكر أن هذه الحادثة وقعت بعد حملة أمنية واسعة ضد تجار المخدرات والعصابات في الرقة، حيث يُحتمل أن تكون بعض هذه الشعارات قد كتبت من قبل مناصري التنظيم أو تلك العصابات في محاولة لنشر الفوضى ونسبها إلى “داعش”.

ويشير عبد الرحمن إلى أن مناصري التنظيم يستخدمون هذه الأساليب أيضاً، ولكن غالباً ما تكون عملياتهم مباغتة وتستهدف خصومهم بشكل مباشر.

وفيما يتعلق بقدرة “داعش” على شن هجمات على السجون في الرقة، وخاصة في ظل غياب تواجد القوات الأمريكية، يرى عبد الرحمن أن التنظيم قادر على تنفيذ عمليات محدودة تستهدف السجون، مستغلًا الثغرات الأمنية الموجودة.

لكنه في الوقت نفسه يعتبر أن من الصعب تكرار حادثة الهجوم على سجن غويران، مشيراً إلى أن القوى الأمنية اتخذت إجراءات احترازية لتفادي حدوث مثل هذه السيناريوهات مرة أخرى.

أما عن تقييمه لنشاط “داعش” في شمال وشرق سوريا في الفترة الأخيرة، أكد عبد الرحمن أن نشاط التنظيم يتصاعد بشكل معاكس لنشاط المسلحين الموالين لإيران، وأن التنظيم لا يزال يحتفظ بوجوده من خلال خلايا منتشرة في كافة المناطق، متخفية بين المدنيين مما يجعل عملية القضاء عليهم غاية في الصعوبة.

ويبدو أن “داعش” يسعى لإثبات وجوده واستغلال أي فرصة لإظهار قوته، في حين تستمر القوى الأمنية باتخاذ التدابير اللازمة للحد من نشاطه والتصدي لأي تهديد محتمل، بحسب عبد الرحمن.

رسائل تهديد

يقول محمود حبيب، الناطق باسم “اللواء الشمال الديمقراطي” المنضوي تحت راية “قسد”، إن تنظيم داعش يسعى من خلال هذه العمليات إلى توجيه عدة رسائل واضحة، أولاً: إثبات وجوده وقدرته على التأثير، ويريد التنظيم أن يثبت أنه لا يزال موجوداً وقادراً على التأثير.

ويضيف، لنورث برس: “لا يزال التنظيم يحلم بالسيطرة مرة اخرى على المنطقة الأمر الذي حقق له مكاسب كبيرة سياسية واقتصادية”.

ويشير إلى أن التنظيم يحاول الضغط بكل الاتجاهات ولكن الهدف الأول له هي سجون ومعتقلات عناصره ويعتبر إخراجهم الخطوة الأولى للعودة ووالسيطرة.

وفيما يتعلق بنشاط داعش واحتمالية هجومه على السجون، يقول حبيب: إنه “ليس توقعاً وليس في الرقة فقط وإنما هي حقيقة حيث تعرضت السجون لأكثر من محاولة منذ أحداث سجن الصناعة وحتى الآن ولاتزال داعش تحاول الوصول إلى هذا الهدف الاستراتيجي وبكل الطرق”.

ويذكر أنه “حتى الان باءت كل محاولات التنظيم بالفشل وهذا يدل على ضعف القدرة العملياتية لديه من جهة وزيادة الضبط الأمني الذي تقوم به قسد والقوى الأمنية لتحصين تلك السجون من حهة أخرى”.

ويبين أن “يبقى الأمر مقلقاً ويحتاج إلى تظافر الجهود الإقليمية والدولية مع قوات سورية الديمقراطية للحيلولة دون حدوث هكذا خروقات” وفقاً ل”حبيب”.

ويشير الناطق العسكري إلى أن نشاط التنظيم تصاعد مع بداية العام الحالي بوتيرة أكبر ومعدلات أعلى من الأعوام السابقة وهذا التصعيد لا ياتي من فراغ وإنما هناك عوامل لها تأثير مثل الدعم الخارحي بالمال والسلاح والمقاتلين وهذه الأمور تامنها تركيا من جهة وضعف الفعالية على الحدود العراقية مع سورية من حهة أخرى”.

ويضيف أنه إضافة إلى ذلك “ضعف سيطرة حكومة دمشق على البادية السورية ولا ننسى دور الاستخبارات التركية التي تسهل الكثير من عمليات تهريب المقاتلين من وإلى الداخل السوري”.

تحرير: محمد القاضي