دمشق ـ صفاء سليمان
أثار الحديث عن التقارب السوري التركي حالة من الصدمة لدى سكان دمشق، وخاصة بعد سنوات من انقطاع العلاقة ودعم تركيا للمعارضة المسلحة وسيطرتها على أجراء من الأراضي السورية.
في استطلاع للرأي أجرته “نورث برس” في جامعة دمشق، مع عدد من الطلاب عن آرائهم حول هذا التقارب المحتمل، يقول أحمد، طالب: “قبل الحديث عن التقارب، يجب أن تُمنح حقوق اللاجئين كاملة في تركيا”.
ويضيف: ” يجب أن تعتذر تركيا عن تدخلاتها في سوريا وأن تسحب قواتها من الأراضي السورية”.
من جهتها، تقول مرام ، 23 عاماً، طالبة جامعية في دمشق: “أنا مع أي تقارب ممكن، ولكن بشرط أن يحفظ كرامتنا كشعب عاش أزمة كبرى”.
وتضيف: “السعي التركي للتقارب يبدو مليئاً بالنوايا الخبيثة، فلو كانت نواياهم صادقة لسحبوا قواتهم من سوريا وتوقفوا عن دعم الإرهاب”.
إبراهيم، هو أيضاً يدرس في جامعة دمشق، طالب بوضع شروط صارمة لأي تقارب مع تركيا، قائلاً: “يجب على الحكومة أن تكون حذرة وتفرض شروطاً قاسية، كما لا يمكننا نسيان موقف تركيا عندما قطعت مياه الشرب عن الحسكة، ولا يمكننا تجاهل العديد من المواقف البشعة التي ارتكبتها خلال الأزمة السورية”.
إلا أن عبد الشكور، طالب، يري أن التقارب ممكن بشرط أن تقدم تركيا اعتذاراً وتعويضاً عن الأضرار التي تسببت بها.
من جانبه، أعرب جعفر مشهدية، عضو المكتب السياسي في حزب الشباب للبناء والتغيير، عن رأيه قائلاً: “العلاقات الجيدة بين الدول المتجاورة تنعكس إيجاباً على الجانبين اقتصادياً وسياسياً. يجب أن تكون العلاقات السورية التركية متينة، خاصة بعد الأزمة السورية”.
ويضيف: “شهدت العلاقات السورية التركية تقلبات عديدة عبر العقود، وتغيرت بشكل جذري بعد اندلاع الحرب. اليوم، بعد 13 عاماً من الصراع، يجب وضع شروط محددة لعودة العلاقات”.
ويوضح مشهدية أن من بين الشروط المطلوبة لعودة العلاقات انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، ووقف دعم الجماعات المسلحة، وتقديم تعويضات عن الأضرار، وإيجاد صيغة اقتصادية تحمي حقوق السوريين.
واختتم مشهدية حديثه بالإشارة إلى أن رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إعادة العلاقات مع سوريا ترتبط بمحاولته حل مشكلته مع الإدارة الذاتية على حدوده، قائلاً “من غير المقبول أن نضحي بالكرد السوريين لصالح تركيا”.