“ممنوع الاقتراب والتصوير”.. بساتين بريف دير الزور من منتزهات إلى معسكرات سرية

عمر عبد الرحمن – دير الزور

تحولت بساتين بلدة الجلاء بريف البوكمال في دير الزور، التي كانت مقصداً للاستجمام فيما مضى إلى مواقع عسكرية سرية بعد سيطرة تنظيم “داعش” ثم القوات الحكومية والفصائل الإيرانية على المنطقة.

وتمنع حالياً، الفصائل الإيرانية السكان الأصليين من العودة لمنازلهم القريبة من البساتين، كما إنهم يحظرون حراس المعسكرات تلك من الدخول أو حمل هواتفهم خوفاً من استهدافها بالطيران.

معسكرات سرية

ناصر وهو أحد سكان البلدة، يروي كيف تحولت البساتين من مكان للاستجمام للسكان إلى مواقع عسكرية بعد سيطرة “داعش” عليها.

ويقول: “قام داعش بتسوير البساتين وإدخال آليات ثقيلة، ثم طالب السكان بإخلاء منازلهم القريبة منها لتحويلها إلى مقرات حماية”.

ويضيف: “بعد ذلك، بدأ التنظيم بإخراج دورات تدريبية للأطفال الذين انضموا إلى صفوفه، داخل تلك البساتين.

وعند طرد التنظيم استبشر السكان بالعودة إلى منازلهم، لكن الفصائل الإيرانية فرضت سيطرتها وأقامت معسكرات سرية، مما منع السكان من العودة.

يقول ناصر: “بعد سيطرة القوات الحكومية والفصائل الإيرانية، بدأت هذه الفصائل بإدخال شاحنات محملة بأسلحة ومواد لوجستية، ولازلنا ممنوعين من العودة إلى منازلنا القريبة من البساتين.

ويعتقد أن الفصائل الإيرانية وداعش اختارت هذه المواقع لقربها من نهر الفرات ولتوفر الغطاء من أشجار النخيل، مما يخفي الأنشطة داخل البساتين.

ممنوع الاقتراب

رياض وهو اسم مستعار لأحد عناصر الفرقة الرابعة التابعة للقوات الحكومية، ويعمل كحارس لإحدى النقاط العسكرية القريبة من البساتين، ويقول: “منذ 8 أشهر  تم إعطاؤنا تعليمات صارمة بعدم حمل هواتفنا أو الاقتراب أو التدخل في ما يجري داخل البساتين”.

“مهمتنا الأساسية هي حماية ما في داخل البساتين، دون معرفة تفاصيل ما يحدث فيها”، يشير الحارس.

يشاهد “رياض” دخول سيارات مدنية محملة بأسلحة وذخائر وحافلات تنقل عناصر غير سوريين، بالإضافة إلى سماع هتافات شيعية أثناء التدريبات.

ويشير  إلى أنه رغم هذه المشاهدات، لا يُسمح للحراس بالدخول أو الاقتراب من تلك البساتين، حتى خلال إجازاتهم، حيث يتم نقلنا بسيارات خاصة إلى الكراجات للتأكد من عدم دخولهم إلى المعسكر.

وتبلغ مساحة هذا المعسكر حوالي 50-60 دونماً، ويحيط به 12 نقطة حراسة من جهة نهر الفرات، وخمس نقاط أمامية في البلدة، “توجد داخل البساتين نقاط حراسة لكن ليس لنا علاقة بها ولا يسمح لنا بالتواصل معهم”، يقول رياض.

سجون سرية

ابراهيم الحسن وهو ناشط ميداني من مدينة الميادين بريف دير الزور ، يقول لنورث برس: بحسب معلوماتنا ، هناك مؤشرات على وجود مستودعات أسلحة وعناصر غير سوريين داخل تلك البساتين، إضافة إلى احتمال وجود سجون سرية”.

ويضيف: “تثيرنا تساؤلات حول الجهة التي تسيطر بالفعل على هذه المناطق. فعلى الرغم من رفع الرايات الحكومية على نقاط الحراسة المحيطة بالبساتين، إلا أننا نجزم بأن القوات الإيرانية هي التي تتواجد داخل تلك البساتين”.

ويطالب الناشط الجهات الدولية بفتح تحقيقات حول ما يجري في تلك البساتين، وإعادة السكان إلى منازلهم القريبة من البساتين، “بعد أن منعهم الإيرانيون من العودة إليها خوفا من التجسس أو التصوير أو معرفة ما يجري داخل البساتين”، بحسب قوله.

تحرير: تيسير محمد