قمامة وانعدام سبل الراحة.. معاناة طلاب داخل السكن الجامعي بدمشق
صفاء سليمان – دمشق
في قلب العاصمة السورية دمشق، وتحديداً في المدينة الجامعية، يواجه الطلاب معاناة يومية لا تنتهي، حيث في كل زاوية مشكلة.
بين أكوام القمامة المتراكمة، وانقطاع المياه، وتعطل الحمامات، وازدحام الغرف بعدد يفوق طاقتها الاستيعابية، يعيش الطلاب في بيئة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.
وتزداد المعاناة سوءاً بسبب سوء التعامل من قبل حراس السكن، الذين لا يتوانون عن فصل أي طالب يتجرأ على تقديم شكوى. وفقاً لطلاب يسكنون المدينة الجامعية.
تتكون المدينة الجامعية، التي تأسست عام 1962، من ثلاثة تجمعات؛ أكبرها في المزة، وثانيها على طريق المطار قرب كليات ومعاهد الهندسة الكهربائية، وثالثها في برزة قرب كلية الزراعة.
تناقضات رسمية
يقول الموقع الرسمي للمدينة الجامعية، إنه “تم تجهيز غرف الوحدات السكنية تجهيزاً جيداً بحيث خصص لكل طالب سرير وخزانة وطاولة وكرسي”.
ولكن سنا، طالبة في السنة الأخيرة بكلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية والتي تسكن في تجمع طريق المطار، تقول: “الغرفة تستوعب طالبتين فقط ونسكن فيها أربعة طالبات، ولا يوجد سوى سريرين، وأحياناً تسكن طالبة خامسة معنا. ننام على فرشات من الإسفنج نستلمها متسخة”.
وتضيف لنورث برس: “القمامة تتجمع لأيام في المطابخ المشتركة وتنبشها القطط، وعمال الصيانة لا يستجيبون.
وتضيف “المغسلة في غرفة صديقتي معطلة منذ ثلاث سنوات، وقد طلبت إصلاحها أكثر من مرة ولم يستجب أحد”.
وتشير الطالبة أن وحدات البنات تغلق أبوابها في الحادية عشرة ليلاً، ما يضطرنا لمغادرة المكتبة المركزية حيث ندرس، ونعود للدراسة في الممرات لأن الغرفة لا تستوعب. ناهيك أن مكتبة الوحدة غير مجهزة ولا توجد بها وسائل تبريد.
“السجن أفضل”
تضحك سمر، طالبة في كلية التربية وعلم النفس وتسكن في تجمع المزة، عندما نقرأ لها ما كتب على الموقع الرسمي، وتقول: “زرت السجن مرة لعمل بحث عن الإدمان، ولا أبالغ إذا قلت إن السجن أفضل من حيث النظافة وتوفر الماء والكهرباء”.
وتشير إلى أن ظروف العيش في السكن الجامعي “سيئة” حيث لا توصل الكهرباء إلا ساعة واحدة في اليوم وتنقطع مياه الشرب لعدة أيام، مما تجبر على ملء العبوات الاحتياطية”.
وتضيف: “بالرغم من ذلك وضعي أفضل من سكان الطوابق العليا، حيث نادراً ما تصل المياه إلى طوابقهم”.
وتشدد الطالبة على أن مشكلة تجمع القمامة والحشرات تفوق كل المشاكل الأخرى، وذلك بسبب تقصير المشرفين عن السكن الجامعي.
حمامات معطلة وإهانة
يتفق شادي، وهو طالب في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية، مع زملائه على كل المشاكل السابقة، ويقول: “أسكن في الوحدة 17، ولا يوجد في الوحدة كلها، المكونة من أربعة طوابق، سوى حمام واحد يمكن استخدامه، والباقي معطل. أما الوحدة 16 فجميع الحمامات فيها معطلة”.
ويروي شادي أن أكثر ما يزعجه هو ازدراء الحراس على الباب الرئيسي وإصرارهم في كل مرة على رؤية إيصال السكن، وعدم قبولهم بصورة عنه.
ويشير إلى أن الحراس زملاؤه في الكلية، ولكنهم متطوعون في كتائب البعث. “في الصباح يكونون معنا في الكلية، وبعد الظهر يرتدون الزي العسكري ويضهدوننا”.
ويضيف: “أحياناً يجلس الحارس على الكرسي ويرفع رجله في وجهنا ونحن ندخل، كأنه عقيد أو عميد”.
وأكدت سنا هذه المشكلة بقولها: “مرة نسيت الإيصال، فمنعني الحارس من الدخول وظللت واقفة أمام الباب حوالي نصف ساعة حتى أحضرت لي زميلتي إيصالي من الغرفة”.
و تشير هذه الشهادات إلى واقع مرير يعيشه الطلاب في المدينة الجامعية بدمشق، حيث تنعكس سوء الإدارة والاهتمام على حياة الطلاب بشكل يومي، مما يعيق قدرتهم على التركيز والدراسة، ويجعل من السكن الجامعي مكاناً غير لائق لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم. في ظل هذه الظروف.