فتاح عيسى – كوباني
يشهد سكان مدينة كوباني، شمالي سوريا، انتشارا غير مسبوق للحشرات الطائرة والزاحفة مقارنة بالسنوات السابقة، وذلك بسبب تأخر البلدية في رش المبيدات الحشرية.
يشتكي السكان من ازدياد أعداد الحشرات وعدم اتخاذ البلدية التدابير اللازمة لمكافحتها، مما أثر سلباً على حياتهم اليومية.
يقول أحمد حمو (60 عاما)، من سكان كوباني، إن أعداد البعوض والنمل ازدادت بشكل ملحوظ هذا العام، مرجعا السبب إلى التغيرات المناخية وتأخر البلدية في رش المبيدات.
ويذكر أن البلدية تقوم برش المبيدات الحشرية كل عام ، مشيراً إلى ظهور أنواع كثيرة وغريبة من الحشرات هذا العام بسبب مع تأخر البلدية برش المبيدات.
ويضيف أن عدم رش المبيدات في حيهم منذ بداية شهر تموز/ يوليو تسبب في إزعاج كبير، حيث يعاني الأطفال من لدغات الحشرات مما يمنعهم من النوم.
شكاوى ومطالبات
وتصل الكهرباء إلى مدينة كوباني في الساعة الثالثة عصراً وتستمر حتى الثانية ليلاً مع ساعات تقنين ضمن هذا التوقيت.
من جهته، يشير صالح عيسى (45 عامًا)، إلى أن الآليات المخصصة لرش المبيدات تعمل بشكل غير منتظم، مما يزيد من معاناة السكان. ويطالب بزيادة وتيرة رش المبيدات لتشمل جميع أحياء المدينة بشكل يومي.
“تقوم الآليات برش المبيدات ليوم واحد ثم تختفي عدة أيام”، يقول عيسى.
وتقوم البلدية برش نوعين من المبيدات الحشرية كل عام، الأول رش ضبابي يتم خلال ساعات المساء عبر آليات البلدية وتستهدف القضاء على الحشرات الطائرة بالدرجة الأولى، والثاني رش منزلي يقوم به العمال يدوياً ويستهدف الزواحف والعقارب.
أما علي حسن (55 عاما)، يوضح أن عدم تساقط الثلوج في الشتاء وارتفاع درجات الحرارة ساهما في انتشار الحشرات بأنواعها المختلفة، بما في ذلك العقارب والأفاعي.
ويشير إلى أن بعض السكان أصيبوا بأمراض جلدية بسبب الحشرات، مطالبا البلدية باتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحتها.
الرد.. ضعف الإمكانات
تقول أمينة ويسو، نائب الرئاسة المشاركة لهيئة الإدارة المحلية في مقاطعة الفرات، إن تأخر رش المبيدات يعود إلى قلة الإمكانيات.
وتضيف أن الهيئة بدأت مؤخرا برش المبيدات في كوباني، إلا أن ضعف الإمكانيات يجعل من الصعب الوصول إلى جميع الأحياء بشكل منتظم.
وتوضح ويسو أن البلدية تعطي الأولوية في رش المبيدات للمناطق التي تكثر فيها المستنقعات، مشيرة إلى أن لديهم حاليا آليتان فقط لرش المبيدات الضبابية.
وتشير المسؤولة أنهم بدأوا برش المبيدات في بلدة القنايا في الريف الغربي، وكذلك في بلدة شيران بريف الشرقي، وكذلك بدأوا برش المبيدات الحشرية في المنازل ببلدات صرين وعين عيسى والجلبية.
وتذكر ويسو أن البلدية وبالتعاون مع هيئة الصحة تعملان لمكافحة مرض اللاشمانيا في بلدة صرين، عبر رش مبيدات حشرية للقضاء على الحشرة الناقلة للمرض، مشيرة إلى أن انتشار اللاشمانيا بشكل كبير في أغلب قرى بلدة صرين سببه قربها من النهر والمياه.
وتؤكد أن البلدية ستعمل على تحسين الوضع في الفترة القادمة، داعية السكان إلى التعاون في مكافحة الحشرات داخل منازلهم باستخدام المبيدات المتوفرة في الصيدليات.
وتطالب أوسو سكان المدينة بالتعاون معهم، موضحة أنه في السنوات الماضية كانت إمكانيات البلدية جيدة، وكانت تتلقى الدعم من المنظمات الإنسانية بالمبيدات والمعدات ودفع أجور العمال، حيث كانت تصل البلدية إلى جميع المنازل.