انتقادات وسخرية تطال الانتخابات التشريعية التي تشرف عليها دمشق

راما الصباح – دمشق

بعد صدور المرسوم رقم 99 لعام 2024 الذي حدد يوم الاثنين الخمس عشر من تموز/يوليو موعدا لانتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع، انتشرت موجة من السخرية والانتقادات حول الانتخابات وعدد من المترشحين.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتشاراً واسعاً لمنشورات التهكم والسخرية لنشطاء محليين ورواد هذه المواقع حول هذه الانتخابات والمترشحين لها.

سخرية وتهكم

يقول فراس كيالي، على تطبيق “فيسيوك “: “يا جماعة كل ما بحكي مع حدا من أصدقائي وأعدوا ننزل ننتخب سوا بيجاوبني أنا مرشح حالي”.

فيما يقول معاذ عجلوني في منشورٍ على “فيسبوك”: “شو القصة الشعب كلو مرشح حالو من وين بدنا نجبلكن شعب تنوبو عنو”. وقال باسل إسماعيل في منشور أيضاً: “بقيان أنا وتنين بس ما رشحنا حالنا لمجلس الشعب”.

في حين كتب المخرج علي منصور متهكماً على زيف الانتخابات: “أنا كتير متحمس ومتشوق للانتخابات ولنختار الأشخاص المناسبين وحرام عليكن تعملوها كل أربع سنين لازم سنة أي سنة لأ”.

وسخر المخرج عجاج سليم من صلاحيات عضو مجلس الشعب وكتب: “حصانة, سيارة, منزل, هي الهدايا التي سيقدمها المرشح عن الشعب لنفسه؟ وللشعب يهدي سلاماته وابتسامته الناصعة البياض”.

أما فاطمة سلمان فكتبت متهكمة أيضاً: “شو هيه مميزات وصلاحيات سيادة عضو مجلس حتى كل الشعب مرشح حالو في شي محرز يعني”، فيما تساءلت يارا حمود: “قديه راتبوا لعضو مجلس الشعب لحتى الكل مرشح حالو؟ ” في حين كتب أمجد بركات: “ماشالله مجلس الشعب القادم واضح ملامحوا من أولو ما في شبيح إلا مرشح حالو”.

بلا جدوى

يقول صهيب عنجريني، وهو شاعر وصحفي، لنورث برس، إنه “قد يكون من المبكر الحكم على حجم إقبال الشارع على المشاركة في انتخابات مجلس الشعب، لكن المؤشرات توحي حتى الآن بأنّها لن تكون أفضل من المرات السباقة”.

ويضيف عنجريني، أن الإقبال بل ربما يكون أقل من السنين السابقة، وهذا يرتبط بدرجة أساسية بإحساس الناس بالـ “لا جدوى، فما الذي حققه المجلس لحياة الناخبين في السنوات الماضية؟”.

ويذكر أنه من خلال “ما نقرأه ونسمعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال التواصل المباشر هناك انخفاض، وربما انعدام لثقة الشارع بمجلس الشعب، بل وبفكرة الانتخابات في سوريا”.

ويشير إلى أننا قد نقرأ ونسمع بعد الانتخابات أخباراً عن مشاركة كبيرة، وقد نقرأ أرقاماً وإحصاءات، “لكن مثل هذه الأخبار لا تعكس بالضرورة صورة حقيقية عن الواقع كما نعلم”.

ويبين عنجريني، أنه ولكن حتى لو سُجلت نسبة مشاركة معقولة “فهذه المشاركة لا تعكس اهتمام الشارع بالانتخابات”.

ويبين أن “هناك عوامل عديدة قد تدفع للذهاب والانتخاب، مثل التعاميم الحزبية، والتوجيهات للموظفين، وبحث الفئات الأشد فقراً عن مكتسبات سريعة قد تجدها عند هذا المرشح أو تلك القائمة، عبر سلة غذائية، أو وجبة طعام وغير ذلك”.

وهذا “حق مشروع للناس طبعاً، لكنه بالتأكيد ناجم عن تقزيم ممنهج لمبدأ المشاركة السياسية، وهو ليس وليد سنوات الحرب وحدها بكل تأكيد”، بحسب عنجريني.

“الصمت الاستراتيجي”

يقول بشار عبود، وهو كاتب وسياسي، لنورث برس، إن مجلس الشعب هو واحد من أدوات “الصمت الاستراتيجي” التي تحرص عليها الحكومة السورية لتثبيت شرعيته الدستورية التي حاولت أطراف إقليمية ودولية نزعها منه منذ 2011 وإلى الآن.

ويضيف أنه “يلاحظ أنه لا دور لمجلس الشعب إلا بقدر المساحة التي تعطيها الأجهزة الأمنية له، واختصار دوره من أن يمارس حقه في مراقبة أعمال السلطة التنفيذية، والولاء للسلطة الحاكمة وتوقيع القرارات التي تصدر عنها، ليتم إضفاء الصبغة التشريعية والقانونية عليها”.

ويبين أنه “من هنا، يمكن فهم إصرار النظام السوري على تنظيم عقد دورات انتخابات مجلس الشعب رغم عدم سيطرة الدولة السورية على كامل الجغرافيا منذ عام 2012 وإلى الآن”.

ويعتقد عبود أن هذه الانتخابات تعكس فهم الحكومة لحقيقة أنه لن يكون في سوريا أي حل سياسي قبل إيجاد حل أمنيّ لسوريا ولكامل ملفات المنطقة، “بمعنى أنه لا معنى للحديث عن حلول سياسية في سوريا ما لم يتم ضبط جميع اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين على الأرض السورية”.

 ويوضح أنه عند الوصول إلى تلك المرحلة ستكون الحاجة ملحة لمجلس الشعب من أجل تشريع الحل أيضاً.

ويقول الكاتب والسياسي السوري، أن “الدور الذي يلعبه مجلس الشعب بالنسبة للنظام السوري لا يختلف عن دور الائتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية بالنسبة للدول الداعمة، وكلا المجلسين ليس لهما دور حقيقي في مجريات الأحداث أو في التخفيف من معاناة الناس”.

ويبين أن “كلا المجلسين على غاية من الأهمية لتلك اللحظة المرتقبة في وضع الحجر الأخير في عملية إيجاد الحل في سوريا، من هنا، يبقى الخاسر الأكبر من وجود مجلس الشعب والائتلاف معاً هم أبناء الشعب السوري على كامل التراب السوري”.

تحرير: محمد القاضي