“عائدات للحياة”.. معرض لنساء خرجن من مخيم الهول

زانا العلي – الرقة

في إحدى زوايا مركز الرعاية الاجتماعية في الرقة شمالي سوريا، تجلس أم محمد، وهي امرأة عائدة من مخيم الهول خلف طاولتها التي تحمل منتجات الألبان والأجبان التي صنعتها بيديها وتعرضها للبيع.

وتحديداً في الزاوية الجنوبية، ترتب المرأة منتجاتها التي عملت على صنعها بدعم من إحدى المنظمات العاملة في شمال سوريا.

ونظم مركز الرعاية الاجتماعية الذي افتتحته الإدارة الذاتية بداية العام الجاري بهدف إعادة دمج العائدين من الهول، ومنظمة الجودة والبحث والتطوير، معرضاً للتسويق تحت شعار “عائدات للحياة”.

ويهدف المعرض لتسويق منتجات السيدات، في إطار تمكينهن، وتسليط الضوء على أعمالهن في ظل قلة فرص العمل.

“نبدأ من جديد”

وشاركت أم محمد العائدة من مخيم الهول في الدفعة الأخير في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، بكافة أنواع الألبان والأجبان من “جبنة وقريشة وسوركا”.

وتقول لنورث برس: “هذا المعرض يعطينا فرصة لنعرض أعمالنا ونكسب رزقنا، بعد العودة من مخيم الهول، كان علينا أن نبدأ من جديد، وهذا المعرض هو خطوة هامة في هذا الاتجاه”.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، خرجت من مخيم الهول 93 عائلة بعدد أشخاص 360 شخصاً، إلى الرقة بمبادرة من الإدارة الذاتية.

وتواجه النساء العائدات من مخيم الهول صعوبات في سوق العمل، لا سيما أن غالبيتهن لا يتقنّ مهنة معينة.

ويستمر المعرض الذي ينظمه مركز الرعاية بالشراكة مع منظمة “كيو إر دي” لمدة ثلاثة أيام متتالية من الساعة العاشرة صباحاً حتى الثانية ظهراً، ويشمل 24 امرأة من العائدات من مخيم “الهول”.

وتنوعت الأصناف المعروضة بين ألبان وأجبان، ومعجنات، ومنظفات، وملابس، ومجسمات من الفخار والقصدير.

واستلمت أم محمد، وهي أم لطفل واحد، المواد الأساسية للإنتاج من مركز الرعاية الاجتماعية ومنظمة الجودة والبحث والتطوير.

أما إبراهيم الهواري، وهو أحد سكان الرقة، ومن زائري المعرض، اشترى بعض الحاجيات مما عرضته النساء وصنعنّه بأيديهن.

يقول الرجل: إن “هذا النوع من النشاطات في مدينتنا شيء يدعو للفخر، هذه المنتجات ليست فقط جميلة بل تحمل قصة وصمود هؤلاء الأشخاص الذين عانوا الكثير”.

ويضيف الهواري لنورث برس، أن هكذا معارض تدعم العائدين من الهول، في الحقيقة “هناك أشياء جميلة متعوب عليها معروضة الآن في المعرض”، في وصفه للمنتجات الموجودة في المعرض.

“تحقيق استقلالية اقتصادية”

وتصاحب المعرض أنشطة أخرى كالزينة والألوان، وتلك تضفي جواً من الأمل والتفاؤل، لتعزيز الروابط الاجتماعية وإعادة بناء الثقة بين أفراد المجتمع، بحسب القائمين على المعرض.

ويقول المنتصر فهمي، وهو الرئيس المشارك لمركز الرعاية الاجتماعية، إن المعرض كان رغبة من المستفيدات بهدف الوصول إلى السوق المحلية وعرض المنتجات التي تم تدريبهن على إنتاجها مسبقاً.

ويضيف لنورث برس: “نسعى من خلال هذه المشاريع إلى تحقيق استقلالية اقتصادية للأفراد، معتمدين على مهاراتهم وإبداعاتهم”.

وذكر المسؤول أن عدد المستفيدات من مشروع معرض “عائدات للحياة” 24 عائلة، أما عن الهدف فهو كسب لقمة العيش ودمجهم في المجتمع، وفقاً لفهمي.

ويشير إلى أن المعرض “لم يكن فقط فرصة اقتصادية، بل كان أيضاً فرصة للتواصل بين سكان المدينة والعائدين”، بحسب المسؤول.

تحرير: أحمد عثمان