من ضريح سليمان شاه.. الجيش التركي يحرق الأراضي الزراعية السورية شمال البلاد

كوباني – فتاح عيسى/جهاد نبو –NPA 
تسبب إطلاق النار يوم أمس الجمعة، من قبل الجيش التركي على المنطقة الحدودية المتاخمة للحدود الفاصلة بين مناطق الإدارة الذاتية شمال سوريا والدولة التركية باحتراق عدة دونمات زراعية تعود ملكيتها لأهالي قرية “قران” /20/ كم غرب مدينة كوباني.
وبحسب أهالي قريتي “قران” و”آشمة” فإن جنود الجيش التركي المتمركزين في نقطة ضريح سليمان شاه، الواقعة ضمن الأراضي السورية في قرية آشمة، أطلقوا في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الجمعة ثلاث طلقات “حارقة” باتجاه القرية، ما أدى إلى اشتعال النيران في الأراضي الزراعية.
وتعود ملكية الأراضي التي التهمتها النيران في قرية “قران” لثلاث عائلات، وتقدر بنحو هكتار ونصف الهكتار مزروعة بالشعير. 
لا يطالبون بالتعويض 
يقول المزارع محمد مصطفى من أهالي قرية “قران” صاحب إحدى الأراضي المحروقة لـ “نورث برس”: “كنت في المنزل، حين سمعت نداء الأهالي بأن حريقا اندلع في أرضي، فاسرعنا باتجاه الأراضي وتعاونا على إخماد الحرائق في ثلاثة أماكن عن طريق الجرارات”.    
محمد مصطفى من أهالي قرية “قران

ويضيف مصطفى أن الحريق تم إخماده بعد فلاحة الأرض بالجرار لمنع وصول النار إلى الأراضي الأخرى، مشيراً إلى أن الإطفائية وصلت متأخرة بعد إخماد الحريق.
الفلاحون المتضررون لم يطالبوا بتعويضهم، كما أنهم لا ينوون المطالبة، لكنهم طالبوا بأن تكون الإطفائيات جاهزة للمساعدة في إخماد الحرائق بسرعة في حال حصولها، كما طالب أصحاب الجرارات الموجودة في القرى أن تكون جاهزة للمشاركة في إخماد الحرائق، لافتين إلى ضرورة عدم رمي المواطنين لأعقاب السجائر على الطرقات. 
ويتعاون أهالي القرى بإخماد الحرائق في حال حصولها بوسائل بدائية، وذلك باستخدام البطانيات المبللة بالماء، والجرارات الزراعية التي تقوم بفلاحة الأرض قبل أن تصلها النيران، إضافة إلى إزالة سنابل القمح والشعير يدوياً، كي لا تمتد ألسنة النار لبقية الأراضي. 
مطالبات بإزالة الضريح
ويعاني أهالي القرى الحدودية وبشكل خاص أهالي قرية “آشمة” من القلق جراء المخاطر التي تتهددهم بسبب قيام الجيش التركي بإطلاق النار بين الفترة والأخرى، وبشكل خاص في هذه الفترة حيث يتسبب إطلاق النار باندلاع الحرائق في الأراضي الزراعية التي وصلت لموسم الحصاد.
ويقول عدنان سليمان من أهالي قرية “آشمة” الحدودية، لـ”نورث برس”، إن الجيش التركي في موقع “ضريح السلطان سليمان شاه” يقوم بإطلاق النار بشكل عشوائي، ما يتسبب بخوف وهلع لدى أهالي القرية، وخاصة الأطفال والنساء، كما أن إطلاق النار تسبب باندلاع الحرائق في الأراضي الزراعية في قرية “قران”.
وطالب سليمان بنقل هذا المقر من القرية أو ضبط عناصره الموجودين في المقر، لمنعهم من إطلاق النار حتى يتمكن المواطنون من حصاد أراضيهم في هذه الفترة بأمان، وخاصة أن معظمهم يعتمد في معيشته على إنتاج الأراضي الزراعية.  
ويضيف سليمان أن المزارعين يتخوفون من إدخال جراراتهم الزراعية إلى أراضيهم، أو بالحصاد في المناطق الحدودية، خوفاً من إطلاق النار عليهم من قبل العناصر الموجودين في مركز “الضريح” الذي تحول إلى نقطة عسكرية.
قوات سوريا الديمقراطية لا تستهدف الضريح
إلى ذلك أكد عضو قوات الحماية الذاتية في كوباني برزان أحمد بوظو، لـ”نورث برس” أنهم يقومون بحماية مناطقهم الحدودية، دون أن يستهدفوا عناصر الجيش التركي المتواجدين في مقر “ضريح السلطان سليم”، بسبب وجود اتفاقيات حول وجود المقر ضمن الأراضي السورية.
عضو قوات الحماية الذاتية في كوباني برزان أحمد بوظو

الجدير بالذكر أن تركيا أعلنت في شهر شباط/فبراير 2015 عن قيامها بعملية عسكرية نقلت فيها ضريح سليمان شاه إلى تركيا بشكل مؤقت، ومن ثم تم نقل الضريح إلى منطقة في قرية “آشمة” بسوريا، وضعت تحت سيطرة الجيش التركي ورفع العلم التركي عليها.
ويعتبر سليمان شاه، مؤسس الدولة العثمانية، والذي اضطر بعد غزوات المغول للفرار بقبيلته إلى سوريا، وأثناء عبورهم نهر الفرات، قرب قلعة جعبر، غرق مع عدد من رجاله، عام 1231م، ما جعل رجال قبيلته يدفنونه غرب القلعة.
قرية أشمة

وبعد أن تم إنشاء سد الفرات عام 1968، وخوفًا من أن تغمر مياه بحيرة السد، أجزاء من قلعة جعبر بما فيه الضريح، تقرر نقله إلى منطقة أخرى، حتى عام1973 ، وبعد مفاوضات تركية سورية، أبقت تركيا على الضريح في الأراضي السورية، ولكنه نقل إلى تلة مرتفعة قرب جسر “قره قوزاق” على نهر الفرات غرب كوباني.