حلب – NPA
تأتي جامعة حلب في المرتبة الثانية زمنياً من حيث تأسيس الجامعات في سوريا، بعد جامعة دمشق، إذ يعود تاريخ تأسيس جامعة حلب إلى العام /1946/.
كلية الهندسة كانت أولى الكليات التي تأسست في الجامعة، وألحقت حينها بالجامعة السورية في دمشق، إذ أطلق على الأخيرة لاحقاً /جامعة دمشق/، فيما شكلت كلية الهندسة النواة الأساسية لإحداث جامعة حلب والإعلان عنها بشكل رسمي في العام /1958/.
وتضم جامعة حلب في الوقت الحالي /27/ كلية و/20/ معهداً بين كليات أساسية موجودة في حلب، وأخرى تابعة لها في محافظة إدلب، فيما يقدر تعداد الطلبة في التعليم النظامي بأكثر من 80 ألف طالب، و120 ألف طالب في برنامج التعليم المفتوح، وفقاً لتصريحات رئيس جامعة حلب مصطفى أفيوني، الذي يشغل منصبه منذ العام /2015/.
عراقة جامعة حلب، لم تمنع الحرب من أن تمر بها، ولم تمنع المشكلات من التفاقم والتكرار والامتداد، تلك المشكلات التي عرقلت العملية التعليمية، وزادت من أعباء الطلاب الذين كان لـ”نورث برس” وقفة معهم، لمعرفة جزء من كم كبير من العراقيل التي تواجههم بشكل يومي خلال الفصول الدراسية.
(سوزان بلال) وهي طالبة في السنة الأولى قالت لـ”نورث برس” بأنها “كطالبة مستجدة في الجامعة، فإن أهم ما تعانيه هو كثرة تغير المحاضرين لديهم، إذ يجري تبديل المحاضر بآخر، بين الفترة والأخرى.”
في الوقت الذي تحدثت فيه الطالبة في كلية التربية سيفين معمو، عن “اعتماد الطلاب في دراستهم بشكل أساسي على المحاضرات المكتوبة، بدلاً عن الكتب، لسهولتها بالنسبة للطلاب، ولكن تصدف مشكلة تأخر المكتبات المختصة بكتابتها، وبالتالي تأخر استلامها، الأمر الذي يدفع الطلاب لمواجهة مشكلة كبيرة، تكمن في تذكر المعلومات التي أخذوها في المحاضرة”.
وتابعت سيفين، بأن المشكلة الثانية في نظرها هي المذاكرات الفجائية، التي يقوم بها مدرسو بعض المواد في الكليات التابعة لجامعة حلب، ما يؤثر سلباً على معدلاتهم في نهاية مشوارهم الدراسي، في حال لم يتمكنوا من تحقيق علامات جيدة في اختبار المعلومات”.
أما الطالب في كلية الهندسة الزراعية حيدر عبد الله أكد لـ”نورث برس”، أن جل موادهم تكون وفق الأسلوب التقليدي، أو ما يعرف بـ”المادة الكتابية”، ويواجهون مشكلة تكمن في رسوبهم ببعض المواد، نتيجة نقص علامة أو اثنتين”، وأضاف عبد الله أن ذلك “يشكل لديهم هاجساً قوياً أمام تجاوزهم للعام الدراسي، وتعريضهم للاستنفاذ وحرمانهم بالتالي من استكمال دراستهم، وعدم منحهم مذكرة تأجيل للخدمة الإلزامية في صفوف القوات الحكومية.”
ونوه أيضاً إلى أن “الخدمة الإلزامية تنهي مشوارهم الدراسي، ما ينذر بذهاب مستقبلهم أدراج الرياح”.
في حين تحدثنا سناء موصلي، وهي طالبة في كلية الهندسة الكهربائية، عن أن “المناهج الدراسية في الجامعة، قديمة جداً، ولا تواكب التطور التكنولوجي والحداثة الحاصلة في العالم، حيث يقومون بأخذ دروس مضى عليها الزمن، ولم تعد تستعمل الآن، ناهيك عن تدريسهم بعض المواد، التي ليس لها أي فائدة على أرض الواقع في الحياة العملية.”
في حين أدلى الطالب في كلية الحقوق -مصطفى الأحمد، بدلوه وقال لـ”نورث برس”، إنه “انتشرت خلال العامين الأخيرين، ما يسمى بالدورات الخاصة، فأصبح الطالب لا يعتمد على الحضور لفهم المادة، وإنما يلجأ للدورات الخاصة، وأحياناً يكون مدرس المادة هو نفسه الذي يقوم بإعطاء الدورة، مما يثير لدى الجميع تساؤلات عدة!”.
وأضاف الأحمد متسائلاً: “ما الذي يجبر الطالب لأخذ دورة عند مدرس لنفس المادة، سوى الحصول على معدل جيد جداً باعتبار أن المدرس في الدورة الخصوصية والكلية هو نفسه، فيما يحرم الطالب الآخر ممن ليس لديه إمكانية للتسجيل في الدورة هذه، من علامة تساوي مقدار جهده”.
يشار إلى أن جامعة حلب شهدت تفجيراً مجهولاً في أول يوم امتحاني، وذلك بتاريخ 15 كانون الثاني / يناير 2013، والذي راح ضحيته نحو /250/ بين قتيل جريح من طلاب ومدنيين والذي تزامن مع مشاهدة الطيران الحربي السوري يحلق في أجواء الجامعة، وفقاً لمصادر معارضة، بينما نفت حينها وكالة تابعة للحكومة السورية هذه المعلومات، معللة التفجير بأنه نجم عن استهداف الجامعة بقذيفتين صاروخيتين، من قبل فصائل المعارضة السورية المسلحة.