“عبء مادي ومخالف للشريعة”.. مبادرة لإلغاء وجبات الطعام في خيم العزاء في كوباني
فتاح عيسى – كوباني
أعلن وجهاء وأعيان في مدينة كوباني في شمالي سوريا، مؤخراً عن مبادرة لإلغاء تقديم وجبات الطعام في خيم العزاء، وذلك تماشياً مع الظروف الاقتصادية التي يعاني منها سكان المنطقة.
وتأتي هذه المبادرة بعد نقاشات بين وجهاء وأعيان المنطقة من جهة والسكان من جهة أخرى، حيث حظيت بموافقة الأغلبية.
ويهدف إلغاء تقديم وجبات الطعام في خيم العزاء إلى تخفيف العبء المالي عن السكان، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وحالة الحرب والتهديدات التي تواجهها المنطقة.
عبء إضافي
يقول حج صالح مسلم متحدث باسم مجلس الأعيان في إقليم الفرات التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، إن المبادرة جاءت بعد مناقشة الموضوع مع وجهاء وأعيان المنطقة، وموافقة الأغلبية على هذه المبادرة.
ويقول لنورث برس إلى أن تقديم الطعام في خيم العزاء يشكل عبئاً كبيراً على سكان المنطقة، حيث تتراوح تكاليفه بين ثلاثة وخمسة آلاف دولار على مدار يومين.
ويشير إلى أن الأغلبية وافقت على المبادرة ولكنه لا ينفي أيضاً وجود معارضة كونه تقليد اجتماعي، منوهاً أن هدفهم تخفيف معاناة السكان وإزالة الفجوة بين الفقراء والأغنياء.
ويقول: “الغني يستطيع تحمل نفقات تقديم الطعام بينما الفقير لا يستطيع ذلك، وبالتالي يضطر الفقراء إلى الاستدانة لتقديم الطعام في خيم العزاء”.
مخالفٌ للشريعة
ويشير مسلم أنهم قرروا إلغاء تقديم وجبات الطعام في خيم العزاء ومقاطعة مراسيم العزاء لمن لا يلتزم بالقرار.
وتعتبر عادة تقديم الطعام تحت خيم العزاء من العادات والتقاليد الراسخة لسكان شمال شرقي سوريا، إلا أن مسلم يرى أن هناك عدة وسائل لتقديم الصدقة على روح الفقيد كتقديم المساعدة للمحتاجين والأيتام والأرامل ومساعدة المرضى(..)، مؤكداً أن تقديم الطعام مخالف للشريعة الإسلامية.
تغيير تدريجي
ومن جانبه يرى بوزان محمد صالح، أحد وجهاء عشيرة “بيجان”، إن إلغاء تقديم وجبات الطعام في خيم العزاء من العادات والتقاليد التي تحتاج إلى وقت لتغييرها بشكل كامل.
ويشير إلى أن الموضوع بات يشغل الكثير من الناس، حيث يتم الحديث عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف في الآونة الأخيرة.
ويضيف أن الظروف المادية لسكان المنطقة ساهمت بخفض أيام خيم العزاء من أسبوع إلى ثلاثة أيام، ثم إلى يومين أو أقل.
ويعتقد صالح أن الزمن كفيل بإلغاء هذه العادة، وأن الأمر مرهون بظروف سكان المنطقة، ويحتاج إلى وقت حتى يتم تنفيذه من قبل الجميع.
ويُشير إلى أن التوجه العام من قبل سكان المنطقة هو إلغاء وجبات الطعام في خيم العزاء، ولكن هناك ظروف أخرى كاستقبال بعض العائلات ضيوفاً من مناطق بعيدة خلال أيام العزاء، مثل الرقة أو الحسكة، وقد يكون من الصعب إقناعهم بتناول الطعام خارج خيمة العزاء.
ويقترح صالح حلولاً بديلة، مثل توفير وجبات خفيفة أو تقديم القهوة والشاي للضيوف، أو تشجيعهم على اصطحاب طعامهم الخاص.