مدير المرصد السوري: المعارضة تلقت أوامر بالانسحاب من المناطق التي دافعت عنها فترات طويلة
وارشين صالح / محمد البوزو – NPA
أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان (منظمة حقوقية تعنى بالشأن السوري) أن المرحلة الأخيرة في معارك مناطق خفض التصعيد، كانت مرحلة "مصيرية".
الدفاع المستميت
وقال رامي عبد الرحمن لـ"نورث برس" إن قوات الحكومة السورية تقدمت في جنوبي إدلب وشمالي حماة، بعد عملية عسكرية بدأت بقصف جوي مكثف من قبل سلاحي الجو السوري والروسي، مؤكداً على أنها كانت مرحلة مصيرية من خلال تقدم القوات الحكومية في أكثر من /20/ منطقة، واحدة منها في إدلب والبقية في حماة، منذ نيسان / أبريل من العام 2019، وحتى بداية حزيران / يونيو الفائت.
كما أضاف عبد الرحمن أن فصائل المعارضة المسلحة تصدت لهجمات القوات الحكومية، وأوقفت تقدمها، وباتت في موقع المدافع، لتفشل القوات الحكومية في السيطرة على منطقتي تل ملح والجبين منذ بداية شهر حزيران / يونيو وحتى نهاية تموز / يوليو الفائت.
أوامر انسحاب
مدير المرصد السوري شدد في حديثه لـ"نورث برس" على أن فصائل المعارضة "تلقت أوامر بالانسحاب من المناطق التي دافعت عنها فترات طويلة، وفي آستانا /13/ جرى وقف إطلاق نار لعدة أيام، وكان النظام حينها لم يحقق أي تقدم سوى السيطرة على /24/ قرية وبلدة ومزرعة حتى تاريخ آستانا في مطلع الشهر الحالي مقارنة بما حققه من تقدم بعد آستانا".
"وقف إطلاق النار انهار بعد حشد النظام لقواته العسكرية في الأيام الثلاثة لوقف إطلاق النار المزعوم، وبدأ بعدها بالتقدم والسيطرة بشكل متسارع على مناطق استراتيجية بريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي" وفقاً لرامي عبد الرحمن.
وأضاف "لم تشهد المنطقة أي اشتباكات خلال الساعات التي سبقت التقدم وهذا يدل على اتفاق مع الفصائل المعارضة المتواجدة في المنطقة."
كذلك أكد مدير المرصد على أن المخابرات التركية لم تكن ضعيفة، وإنما أدخلت "عشرات آلاف الجهاديين" إلى سوريا عبر الأراضي التركية، والذين لم يدخلوا لمساعدة الشعب السوري، إنما ساهموا وفقاً لوصف عبد الرحمن في "تدمير ثورة الشعب السوري"، وحولوها إلى قتال "بين الفصائل الإسلامية الجهادية وقوات النظام وهذا ما حذرنا منه منذ أواخر العام 2011".
إرسال "جهاديين" من ليبيا
وأكد على أنه تحدث خلال اجتماع بالعاصمة البولندية، وارسو، مع مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي حينها، حول "إرسال مقاتلين جهاديين إلى سوريا بأمر من عبد الكريم بلحاج ومهدي المحراطي."
"الشيطان الأخرس"
واعتبر أن نقاط المراقبة التركية في سوريا كان تلعب دور "الشيطان الأخرس ولم تكن فعالة في عملية وقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أنها "خذلت المعارضة التي كانت تركيا بالنسبة لها الداعم الأساسي"، وتجسد ذلك بمراقبة تركيا لعمليات التهجير والنزوح دون أي ردة فعل منها.
وجدد مدير المرصد السوري تأكيده على أن العدو الوحيد لتركيا "هم الكرد وليست وحدات حماية الشعب الكردية" وهذا ما بدا واضحاً في كلام رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، قبيل عملية عفرين، والذي أكد وفقاً لعبد الرحمن، بأن "الهدف من السيطرة على عفرين من أجل إعادة العرب والتركمان أصحاب الغالبية إلى عفرين ونحن نعلم أن غالبية سكان عفرين من الكرد."
ويرى عبد الرحمن أن المساعدات المقدمة لا ترقى لحجم مأساة المشردين في إدلب، والكثير منهم لا يحصلون على مساعدات المنظمات الدولية، التي بعضها "انسحبت من المنطقة، بسبب وجود هيئة تحرير الشام المصنفة دولياً كمنظمة إرهابية".